في إطار الدورة الثالثة عشرة للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، المنعقدة اليوم الخميس بالعاصمة مدريد، أجرى رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، مباحثات مع نظيره الإسباني، بيدرو سانشيز، أكد خلالها الطرفان أن هذا الاجتماع يعكس عمق ومتانة الصداقة وجودة العلاقات التي تجمع البلدين، والتقارب الذي يطبع وجهات نظرهما، كما يؤكد الإرادة المتقاسمة لاستشراف المستقبل بشكل مشترك.
وسجل المسؤولان الحكوميان أن هذا الاجتماع يندرج ضمن “دينامية سياسية تدعمها الرؤية المستنيرة لقائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة الملك فيليبي السادس”، معربين في الوقت ذاته عن ارتياحهما للمتابعة المستمرة التي يحظى بها مسار تنفيذ خارطة الطريق المغربيةالإسبانية التي اعتُمِدت في أبريل 2022، إبان زيارة سانشيز إلى الرباط.
وأبرز الجانبان أن “تنظيم هذه الدورة، التي تأتي بعد دورة السنة ما قبل الماضية، وعشر سنوات بعد الاجتماع السابق المنعقد بمدريد سنة 2015، يبرز الحاجة إلى الحفاظ على وتيرة منتظمة لهذه اللقاءات والنظر في اعتماد تقييم مرحلي”.
وأكد أخنوش وسانشيز خلال مباحثاتهما “ضرورة إخضاع الملفات ذات الأولوية المدرجة ضمن خارطة طريق 2022 لتقييم في مناخ من الثقة والتشاور، مع التشديد على أهمية تفعيل الآليات البرلمانية للتعاون باعتبارها أداة أساسية تتيح للحكومتين تنفيذ التزاماتهما المشتركة”.
وحظي رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، باستقبال رفيع المستوى من طرف رئيس الوزراء الإسباني لدى وصوله إلى “قصر لامونكلوا”، حيث حضرا مراسيم تحية العلمين الوطنيين للبلدين وعزف النشيد الوطني لكل منهما، قبل استعراض تشكيلة من كتيبة مختلطة أدت التحية لرئيسي الحكومتين.
وشدد أخنوش، أمس الأربعاء، في ختام أشغال المنتدى الاقتصادي المغربيالإسباني، على أهمية الشراكة بين الرباط ومدريد في تعزيز العلاقة بين القارتين الإفريقية والأوروبية، مسجلا أن البلدين “أمامهما فرصة فريدة من أجل تحويل هذه الشراكة إلى محرك حقيقي للعلاقة بين إفريقيا وأوروبا، بحيث يكون المغرب وإسبانيا محورين لهذه الشراكة”.

وبين رئيس الحكومة، في كلمته بهذه المناسبة، أن “المغرب كثف خلال العقدين الماضيين مبادلاته مع القارة الإفريقية”، مشيرا إلى أن “المكانة التي تحتلها المملكة المغربية اليوم هي ثمرة رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث أصبحت بلادنا المستثمر الإفريقي الأول في غرب إفريقيا”.
وذكر أن المغرب يمكن أن يكون جسرا لربط الشركات الإسبانية بالدول التي تربطه بها علاقات سياسية ودبلوماسية وتجارية عميقة، مبرزا أن “المغرب، تحت قيادة جلالة الملك، أبان عن مرونة عالية من خلال الجمع بين تدابير الدعم الموجهة والإصلاحات الهيكلية والحفاظ على التوازنات الماكرواقتصادية”.
وأفاد أخنوش بأن “المغرب يوفر حاليا إطارا واضحا ومحفزا لجميع المستثمرين، الوطنيين والأجانب، مع آليات دعم موجهة نحو القطاعات ذات القيمة المضافة العالية”، مستحضرا في هذا الصدد “الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتحسين مناخ الأعمال، لا سيما الإصلاح الضريبي لتكريس مزيد من الوضوح والتنافسية، وتعبئة أفضل للوعاء العقاري المخصص للأنشطة الاقتصادية، وتفعيل اللاتمركز الإداري، وتبسيط ورقمنة المساطر الإدارية، وإصلاح المرسوم المتعلق بالصفقات العمومية وآجال الأداء”.
المصدر: هسبريس
