
تحقيق جديد للغارديان يفجّر فضيحة مدوّية في قلب لندن: بريطانيا، التي تتولى صياغة ملف السودان في مجلس الأمن، تلاعبت بتقارير الإنذار المبكر وحذفت كلمة حاسمة — إبادة جماعية — لحماية الإمارات المتهمة بتسليح قوات الدعم السريع. محلّل أمني بريطاني يؤكد: “طُلب منا حذف كلمة إبادة… لحماية الحلفاء”.
شهادات أخرى من وحدة منع الفظائع تدعم الاتهام: كل تقرير يقترب من تحميل الإمارات مسؤولية… يُخفّف ويُعدّل ويُطمَس. تقرير حذّر من إبادة وشيكة في دارفور جرى استبدال عبارته إلى صياغة مخفّفة: “عودة دارفور إلى أنماط النزاع السابقة” — في تبييض سياسي فاضح لواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية.
وبعد أسابيع من هذا الحذف المتعمّد، اشتعلت دارفور: مجازر في الفاشر، حرق جثث، ومقابر جماعية تعيد مشاهد رواندا 1994. محلل في الفريق يقول صراحة: “الخطر كان واضحًا… لكن الحقيقة دُفنت كما دُفنت الجثث”. غضب واسع بين الجالية الدارفورية في لندن التي تتهم الخارجية البريطانية بتقليل الخطر عمدًا.
ومع سقوط الفاشر بيد الدعم السريع، تنكشف الصورة كاملة: بريطانيا لم تخطئ؛ بل عرفت… وسكتت. سكتت حمايةً للإمارات، لا للضحايا. كلمة واحدة حُذفت… فاحترقت دارفور من جديد.
