عاد اسم شركة “سونارجيس”، المُكلّفة بتسيير وصيانة المنشآت الرياضية بالمغرب، ليطفو على الواجهة، بعد البلاغ الاستنكاري الذي أصدره المغرب الفاسي، يتّهم فيه المؤسسة بـ”عرقلة النادي” والقيام بـ”ممارسات تعسفية” من بينها “منع الفريق من استغلال قاعة تقوية العضلات” التابعة لـ”المركب الرياضي لفاس”.

وظلّت الشركة على مدار سنوات عُرضة لتذمر الأندية تارة والجماهير تارة أخرى، بوصفها مُشرفة على تدبير مجموعة من المرافق الرياضية بالمملكة، أبرزها ملاعب المدن الكبرى، على غرار “المركب الرياضي محمد الخامس” بمدينة الدار البيضاء، وفضاءات رياضية أخرى موزعة على عدد من المدن المغربية.

صراع “الماص” و”سونارجيس”

وفجّر المغرب الفاسي، يوم الأحد المنصرم، بيانا مطبوعا بالشجب تُجاه “سونارجيس”، قال فيه إن ممثل الشركة بمدينة فاس عمد إلى “افتعال عراقيل غير مبررة طيلة تعامله مع النادي”، لافتا إلى أن النادي “مُنع دون أي سند قانوني أو واقعي أو تقني من الاستفادة من القاعة المخصصة لتقوية العضلات التي قام بإصلاحها وتجهيزها من ماله الخاص”.

وفي سياق ذي صلة، كشفت مصادر خاصة لجريدة “” أن القائم بأعمال الشركة في العاصمة العلمية “أخذ يُماطل في تلبية طلبات النادي ومسؤوليه من حيث تسخير المرافق التابعة للمركب الرياضي”، مشيرة إلى أن النادي أدّى ما بذمّته من مستحقات عالقة لـ”سونارجيس”، وهو ما “يُفرغ” سلوك المسؤول من أي “مشروعية” وفق ذات المصادر.

وأوضح مصدر من داخل إدارة المغرب الفاسي لجريدة “” أن النادي يعتزم تصعيد تفاعله مع مسؤول الشركة في قادم المناسبات، في حال لم يتم تسوية هذه الفجوة التواصلية المُتّسمة بـ”التوتر”، وتابع أن البيت الداخلي لـ”النمور الصفر” يسوده انزعاج من مختلف المكونات إزاء “سونارجيس” ومسؤولها بمدينة فاس.

والتقط فصيل “فاتال تايغرز” المُساند للمغرب الفاسي هذا الخيط، ليُعبّر بدوره عن سُخطه إزاء الشركة، مُعتبرا أنه منذ تكليفها “بتدبير المركب الرياضي بفاس ومشاكلها قائمة لا تعد ولا تحصى، تدبير كارثي وعشوائية وانعدام كفاءة لدى أطر ومستخدمي هذه الشركة”، قبل أن يُضيف أن “عرقلة الفريق مهمة دأبت على التفنن والاجتهاد فيها أكثر من مهامها الرئيسية الموكلة لها طبقا للقانون المنظم” على حد تعبيره.

سوابق في مدن أخرى

يُحيل الماضي إلى أن “سونارجيس” سبق لها أن شكّلت موضوعا للانتقادات والمؤاخذات في مدن أخرى بعيدا عن فاس، أهمها الدار البيضاء، التي تُسند إلى الشركة مهمة تدبير “المركب الرياضي محمد الخامس” فيها، خاصة في ظل الإصلاحات المتعاقبة التي شهدها هذا الفضاء الرياضي، والحيز الزمني الذي تستهلكه هذه العملية، دون أن تظهر حسب كثيرين نتائج ملموسة على الملعب.

وسبق لجماهير نادييْ الوداد والرجاء الرياضييْن أن رسموا صورة قاتمة، بناء على ارتيادهم لمركب “دونور”، عن مقاربة الشركة في تدبير الملعب، والآثار شبه الغائبة عن أوراش الصيانة التي يخضع لها، رغم المساحة الزمنية المهمة التي تحظى بها “سونارجيس” في مراحل الإصلاح، وهو ما عرّض قطبيْ العاصمة الاقتصادية وجماهيريْهما إلى “التهجير” و”الاغتراب” وخوض المباريات في ملاعب أخرى.

ويُشكّل ملعب “دونور” نقطة مُظلمة في حصيلة الشركة ضمن مهمة إشرافها على المنشآت الرياضية، وبالتحديد في الجانب المرتبط بالصيانة، التي تكرّرت كثيراً دون ظهور نتائج واضحة على مستوى جودة الأرضية والمرافق، أمام الميزانيات المرتفعة التي ظلت تُصرف على تحديث بنيات “مركب محمد الخامس”.

سحب البساط من الشركة

أفضت الأصداء التي خلّفها تدبير “سونارجيس” للمنشآت الرياضية إلى تبنّي وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، قرارا بإحداث شركات جهوية تُناط بها مهمة تدبير واستغلال وصيانة البنيات الرياضية الكبرى، كما سبق لجريدة “” الكشف عن ذلك، الأسبوع الفارط.

ويأتي هذا التوجه الجديد بعدما لمست “أم الوزارات” حجم التحفظات التي سُجّلت على الشركة من طرف الفاعلين في كرة القدم الوطنية، مع إقبال المملكة على استضافة أحداث رياضية كبرى أبرزها كأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، وهو ما أدى إلى التفكير في هذا الخيار القائم على الجهوية واللا تمركز في تصريف الأعمال وأيضاً ابتكارها بما يتماشى مع طبيعة وظروف كل مرفق.

ووفق القرار الذي كشفت عنه جريدة “” في وقت سابق، فإن الاختصاصات التي كانت بيد الشركة ستُفوّض إلى الشركات الجهوية وستُعفى بموجبها كذلك المجالس المنتخبة داخل العاصمة الاقتصادية من تدبير المنشآت الرياضية، إثر الانتقادات التي وُجّهت إليها على صعيد صيانة الفضاءات الرياضية وتسييرها.

وللرّد على ما أُثير حول الشركة والبلاغ الصادر عن نادي المغرب الفاسي، حاولت جريدة “” ربط الاتصال بخلية التواصل التابعة لـ”سونارجيس”، إلا أنها لم تنجح في ذلك.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.