باتت جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا مهددة بخطر العودة الى نقطة الصفر مجدداً، بعد لقاء استمر أكثر من 5 ساعات جمع، مساء أمس في موسكو، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر ترامب.
وحاولت روسيا تجنّب اتهامها برفض السلام، وأكدت أن بوتين وافق على بعض المقترحات التي قدّمها له ويتكوف وكوشنر ورفض أخرى. وشدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) على أن الجانب الروسي مستعد للقاء المفاوضين الأميركيين، «مهما استغرق الأمر»، للتوصل إلى اتفاق، متحدثا عن تقدُّم هادئ على مستوى الخبراء.
وكان مستشار السياسة الدولية في «الكرملين»، يوري أوشاكوف، أعلن أمس أن اللقاء لم يتوصل إلى اتفاق أو «حل وسط»، ولفت في الوقت نفسه الى أن مواقف الجانبين «لم تبتعد أكثر مما كانت عليه قبل الاجتماع».
وتعكس اللغة الشديدة الحذر التي تتبعتها موسكو، محاولة عدم إثارة حفيظة ترامب، مع التمسك في الوقت نفسه بالشروط التي لطالما طالبت بها منذ غزوها أوكرانيا في فبراير 2022، وفي مقدمها مسألة ضم أراضٍ أوكرانية، وتقييد جيشها ومنعها من الانضمام الى «ناتو»، أو نشر قوات غربية.
ولم يتضح ما المقترحات التي قدّمها الوفد الأميركي لبوتين. وكان ويتكوف وكوشنر قد وضعا خطة من 28 بنداً لإنهاء الحرب، وُصفت الى حد بعيد بأنها تلبّي كل شروط روسيا، ولا تعطي أوكرانيا أي مقابل مشجّع.
ومن ضمن بنود تلك الخطة الاعتراف بضمّ موسكو لإقليمَي الدونباس في شرق أوكرانيا، دونيتسك ولوهانسك، بما في ذلك نحو 5 آلاف كيلومتر مربع لا تزال أوكرانيا تسيطر عليها، مع تثبيت خط الجبهة في الإقليمين الجنوبيين اللذين أعلنت موسكو ضمّهما من جانب واحد، وهما خيرسون وزابورجيا، وتقييد عديد الجيش الأوكراني عند 600 ألف عنصر، ومنعها من الانضمام الى «ناتو».
وقد أثارت الخطة اعتراض أوكرانيا وشركائها الأوروبيين، مما دفع واشنطن الى تعديلها بناء على ملاحظات أوكرانية تمت صياغتها في محادثات بجنيف وميامي.
وأوضح أوشاكوف أن المحادثات شملت أيضا الخطة الأصلية التي طرحها ترامب ل «حل طويل الأمد»، إلى جانب 4 وثائق إضافية سلّمها ويتكوف للجانب الروسي خلال الاجتماع قد تكون عبارة عن إطار العمل المنقح الذي تم التوصل اليه بين واشنطن وكييف.
وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم، أن كبير مفاوضي بلاده رستم عمروف سيجتمع مع ممثلين للاتحاد الأوروبي في بروكسل، ويحضّر ليلتقي في الولايات المتحدة ويتكوف وكوشنر للاطلاع على نتائج مباحثاتهما في موسكو.
ويقول مسؤولون أوروبيون إنه لا توجد أي خطة مكتملة للسلام دون إشراكهم بها، وإن ما يتم تداوله مجرد اقتراحات.
وتوصل النواب الأوروبيون ودول الاتحاد إلى اتفاق لحظر واردات الغاز من روسيا بالكامل بحلول خريف عام 2027، بحسب ما أعلن الطرفان، في قرار الغرض منه حرمان موسكو من موارد تُستخدم لتمويل حربها في أوكرانيا. واجتماع وزراء خارجية دول حلف ناتو اليوم في بروكسل، وسط غياب لافت لنظيرهم الأميركي ماركو روبيو. وعلى هامش الاجتماع، أعلنت عدة دول أوروبية، بينها المانيا والنرويج، عن منح مالية جديدة لكييف.
وقبيل اجتماعه في «الكرملين» مع ويتكوف وكوشنر، قال بوتين إن روسيا لا تريد حربا مع أوروبا، لكنّه حذّر من أنه «إذا أرادت أوروبا أن تدخل في حرب معنا وبدأتها بالفعل، فسينتهي الأمر بسرعة كبيرة بالنسبة لها، لدرجة أنه لن يبقى أحد للتفاوض معه هناك». كما هدّد بوتين بمنع وصول أوكرانيا إلى البحر، ردا على الهجمات الأوكرانية على ناقلات «أسطول الظل» الروسي في البحر الأسود.
وقال مصدر في جهاز المخابرات الدفاعية التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية ل «رويترز»، اليوم، إن كييف ضربت خط أنابيب النفط الروسي دروجبا في منطقة تامبوف بوسط روسيا.
المصدر: جريدة الجريدة
