أعلنت النقابة الوطنية للصحة العمومية عن تصعيد احتجاجي بالمركز الاستشفائي الجهوي ابن زهر بمراكش، منددة بما وصفته بـ “الأوضاع المتأزمة” التي تعصف بالمرفق الصحي، والتي أرجعتها إلى اختلالات عميقة في التدبير قوضت أسس الحكامة الجيدة منذ تعيين الإدارة الحالية.

وفي خطوة تعكس حجم الاحتقان، قررت النقابة تنظيم اعتصام إنذاري يوم غد الأربعاء داخل مقر الإدارة، للفت انتباه الجهات الوصية إلى تدهور ظروف العمل ورفضاً للممارسات التي تمس بحقوق الأطر الصحية.

وفي بلاغ مفصل، كشف المكتب المحلي للنقابة عن لائحة من الخروقات والتجاوزات التي دفعت بالوضع إلى حافة الانفجار، حيث أشار إلى توصله بشكايات متكررة من العاملين تفيد بوجود منهجية إدارية تتسم بـ “الاستعلاء والسلطوية”.

وأضاف البلاغ أن الإدارة تتعمد تعقيد المساطر الإدارية، ضاربة عرض الحائط باتفاقات سابقة كانت تهدف إلى تبسيطها، فضلا عن تأخير غير مبرر يمتد لشهور في المصادقة على جداول الحراسة والإلزامية، وتباطؤ إداري يمس بحقوق الموظفين عبر تأخير إحالة ملفاتهم الطبية على اللجنة الإقليمية.

ولم تقف الاختلالات عند هذا الحد، إذ أشار البلاغ إلى تجاهل الإدارة للمراسلات الرسمية الصادرة عن رؤساء المصالح والوحدات، بل وصل الأمر إلى التعامل مع أصحابها كـ “خصوم شخصيين”، في سلوك يقوض أسس العمل المؤسساتي المنظم.

كما انتقدت النقابة بشدة قرار إفراغ مكاتب إدارية ونقل موظفيها إلى غرف استشفائية تفتقر لأبسط شروط العمل اللائق، وذلك بحجة تنفيذ أشغال تهيئة “مستعجلة” لم تر النور رغم مرور أكثر من شهرين على اتخاذ القرار.

وأكد المكتب المحلي أن هذه الممارسات تأتي في وقت تتطلع فيه الأطر الصحية إلى معالجة جذرية للإشكالات الحقيقية المرتبطة بتدهور ظروف العمل، ونقص الموارد، وتراكم التعويضات المالية. في المقابل، وصف البلاغ الاجتماعات الإدارية المنعقدة بأنها شكلية وعديمة الجدوى، حيث لم تفض إلى أي تحسن ملموس في واقع المركز الاستشفائي.

وشددت النقابة على أن مستوى الاحتقان المتصاعد يستدعي تدخلا عاجلا من الجهات الوصية لإعادة الأمور إلى نصابها وضمان بيئة عمل تحفظ كرامة وحقوق العاملين. وفي ختام بيانه، جدد المكتب المحلي دعوته إلى حوار جدي ومسؤول، محذرا من أن استمرار الوضع الحالي سيدفعه حتماً نحو تبني خطوات نضالية أكثر تصعيداً للدفاع عن حقوق الشغيلة الصحية وضمان استمرارية المرفق العمومي.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.