فتح مجلس المنافسة بالمغرب تحقيقا رسميا حول الشبهات المرتبطة بالممارسات المنافية لقواعد المنافسة داخل سوق المنصات الرقمية للنقل، وذلك عقب الشكاية التي تقدمت بها شركة Itechia TV، المالكة لتطبيق “Taxi Sahbi”، والتي اتهمت عددا من المنصات العاملة في القطاع باعتماد أساليب غير تنافسية تؤثر على التوازن الاقتصادي والاجتماعي للمهنة.

ويأتي هذا التحرك في وقت تتصاعد فيه الانتقادات من طرف مهنيي سيارات الأجرة، بالتزامن مع إعلان “أوبر” عن استعدادها للعودة إلى السوق المغربية بعد سبع سنوات من انسحابها عام 2018 بسبب غياب الإطار التنظيمي الواضح.

وقد دفع هذا الجدل مجلس المنافسة إلى استدعاء النقابات الممثلة لمهنيي سيارات الأجرة للاستماع إلى آرائهم بخصوص التأثير الفعلي للمنصات الرقمية على نشاطهم، حيث من المرتقب أن تعقد جلسة الاستماع يوم الجمعة 5 دجنبر بمقر المجلس.

وتشير المعطيات الأولية إلى أن النقاش سيتناول الإطار التنظيمي المؤطر للمهنة، وشروط الولوج إليها، والعلاقة القانونية بين السائقين والمنصات، إضافة إلى أساليب استقطاب السائقين ونسب العمولات والممارسات التجارية ذات الأثر المباشر على السوق.

كما سيطلب المجلس من النقابات تقييم الوضع التنافسي الحالي وتحديد حجم الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي لحقت بالمهنيين التقليديين مع توسع نشاط هذه التطبيقات.

وتبرز أهمية هذا التحقيق بالنظر إلى التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع النقل عبر التطبيقات الذكية، حيث تستحوذ منصات مثل InDrive وCareem/Uber وYango على ما يقارب 99 في المئة من السوق وفق تقديرات مهنية، مع تسجيل نحو مليون رحلة شهريا عبر هذه التطبيقات.

وينتظر أن تقدم نتائج التحقيق رؤية أوضح حول طبيعة السوق، في وقت يتزايد فيه التوتر بين الفاعلين التقليديين والرقميين، وتتعالى فيه المطالب بإقرار إطار قانوني يضمن المنافسة العادلة ويحمي حقوق جميع المتدخلين.

ويأتي هذا الملف في سياق حساس مرتبط بعودة مرتقبة لـ“أوبر”، وهو ما يجعل مخرجات تحقيق مجلس المنافسة محط اهتمام واسع داخل القطاع، بالنظر إلى تأثيرها المحتمل على تنظيم السوق وتحديد قواعد اشتغاله خلال المرحلة المقبلة.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.