
د. الفاتح يس*
ضجت الأسافير بالتقرير الصادر من المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لعام 2024 لجودة التعليم؛ بخروج الجامعات السودانية من التصنيف العالمي، ليصبح السودان ضمن ست دول عربية غابت بشكل كامل عن المؤشر، وهي ليبيا والصومال والعراق وسوريا واليمن.
وبحسب التقرير، جاءت قطر في المرتبة الأولى عربياً والرابعة عالمياً. وعلى الصعيد الدولي، تصدرت سنغافورة القائمة، تلتها سويسرا في المركز الثاني. أعلاه هو خلاصة التقرير.
إذا أردنا أن نعقب على هذا التقرير؛ أولا لا بد أن نعرف أن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هو مؤتمر سنوي يُعقد في دافوس في سويسرا، يجمع قادة الأعمال والسياسيين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهذا يدل على أنه مؤتمر اقتصادي، وليس أكاديمياً كامل الدسم.
ثانياً: تُصنّف الجامعات عالميًا بناءً على معايير معينة أهمها: جودة البحث العلمي (المنتوج العلمي النظري والتطبيقي)، والسمعة الأكاديمية، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، وفرص توظيف الخريجين، وهنا تستخدم مؤشرات حصول الخريجين على جوائز مرموقة مثل جائزة نوبل وميداليات فيلدز وغيرهم، ومخرجات الأبحاث (مثل عدد الأوراق المنشورة في مجلات ذات معامل تأثير عال، ومدى الاستشهادات بها)، ومكانة الجامعة الدولية لتقييم مستوى التعليم والجودة الشاملة.
ثالثاً: الجهات الأكاديمية (منظمات غير حكومية، وغير ربحية) المسؤولة عن التصنيف العالمي للجامعات هي: تصنيف التايمز (THE) الذي يركز على الأبحاث (الحجم والسمعة والدخل).
وتصنيف كيو إس (QS) ويركز على السمعة الأكاديمية، وسمعة جهة العمل، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وتصنيف شنغهاي (ARWU) الذي يعتمد على معايير مثل جودة التعليم.
وتصنيف ويبومتركس (Webometrics) ويركز على الجانب الرقمي للجامعات.
كُلُّ ما ذُكر أعلاه لا يعني أن نغُض الطرف عن تقرير دافوس؛ وبالعكس هذا التقرير يُعتبر بمثابة جرس تنبيه يجعل ملف إصلاح التعليم العالي في السودان أمام تحديات متجددة، تتطلب حلولاً جذرية عاجلة؛ لإعادة الجامعات إلى خارطة التنافس الدولي، وعدم الاستسلام لظروف الحرب، بالاهتمام بالبحث العلمي والمنتوج العلمي، وتفعيل التعليم الإلكتروني والشراكات الدولية الذكية بين الجامعات والكليات الذكية، وتفعيل عمل الأستاذ الزائر والطالب الزائر والتشبيك مع المؤسسات المهنية والأكاديمية والبحثية، والتركيز على الجانب الرقمي لهذه الجامعات، وغيرها من وسائل التعليم الحديثة المواكبة للتكنولوجيا العالمية.
ختاماً التصنيف العالمي للجامعات؛ لا علاقة له بالاعتراف والاعتماد الأكاديمي؛ لكنه يؤثر في سمعة الجامعات، وهذا أيضاً يضع أساتذة وطلاب الجامعات السودانية أمام تحد كبير؛ بزيادة منتوجهم العلمي؛ لرفع سمعة هذه الجامعات إلى ما كانت عليه وهم أهل لهذا التحدي بإذن الله.
[email protected]
*أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والاستدامة
المصدر: صحيفة التغيير
