كتب : سيد متولي
09:00 م
01/12/2025
أصبحت الشموع المعطرة جزءًا أساسيًا من نمط الحياة في بعض المنازل، إذ تستخدم لتحسين المزاج، وتخفيف التوتر، وحتى تعزيز التركيز خلال ساعات العمل من المنزل.
ومع تزايد الاهتمام بموضوعات الصحة على وسائل التواصل الاجتماعي، يتزايد عدد الأشخاص الذين يشعلون الشموع يوميًا، غالبًا دون إدراك أن شيئا مهدئا كهذا قد يكون له آثار صحية خفية، فبينما تشعرك الغرفة الدافئة والعطرة بالراحة، فإن ما تستنشقه رئتيك خلال هذا الاحتراق ليس دائمًا آمنًا كما يبدو.
ولم تصنف أي منظمة صحية رئيسية الشموع المعطرة على أنها خطرة، ولا يوجد دليل قاطع يربطها بأمراض طويلة الأمد، مع ذلك، تظهر دراسات عالمية متعددة أن إشعال الشموع، وخاصة منخفضة الجودة، قد يطلق مواد كيميائية وجزيئات مجهرية تهيج الشعب الهوائية، وبالنسبة للأشخاص المصابين بالربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو الحساسية، قد يكون هذا كافيا لإثارة الأعراض.
وشرح الدكتور فيكاس موريا، رئيس قسم طب الجهاز التنفسي والرعاية التنفسية الحرجة، بمستشفى فورتيس بالهند، ما يحدث داخل المجاري الهوائية، وكيف يمكنك الاستمرار في استخدام الشموع بأمان دون المساس بصحتك التنفسية، بحسب موقع إن دي تي في.
الشموع المعطرة تبدو غير ضارة ولكن
يقول الدكتور موريا: “غالبًا ما يفضل استخدام شمع الصويا وشمع العسل للحصول على احتراق أنظف وأطول عمرًا وأكثر مراعاةً للبيئة”، ولكن ماذا يحدث بعد إشعال الفتيل؟
تطلق بعض الشموع المعطرة، وخاصة تلك المصنوعة من شمع البارافين، مواد كيميائية مثل البنزين والتولوين والفورمالديهايد، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) والوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، تصنف هذه المواد الكيميائية ضمن ملوثات الهواء الداخلي التي قد تهيج الجهاز التنفسي.
وتطلق بعض الشموع المعطرة مواد كيميائية قد تهيج الرئتين وتسبب مشاكل تنفسية، كما يمكن أن يطلق حرق الشموع جسيمات دقيقة (PM) ومركبات عضوية متطايرة (VOCs) في الهواء، ما قد يسبب تهيجا في الحلق والجهاز التنفسي، أو نوبات الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، كما يوضح الدكتور موريا.
وتؤكد الدراسات المنشورة في مؤسسة الرئة الأوروبية ووكالة حماية البيئة الأمريكية أيضًا أن حرق الشموع يساهم في مستويات الجسيمات داخل المنزل، وخاصة الجسيمات فائقة الدقة التي تخترق عميقًا في الرئتين.
ويشير موريا إلى أن “المخاطر أعلى مع الشموع رديئة الجودة، المصنوعة من البارافين، وذات الرائحة النفاذة، وخاصة في الأماكن سيئة التهوية”، ووفقًا لجمعية الرئة الأمريكية، فإن التعرض قصير المدى لمستويات مرتفعة من الجسيمات الدقيقة قد يهيج الشعب الهوائية، وخاصةً لدى الأشخاص المعرضين للخطر.
هل هو خطير؟ إليك ما تقوله الأدلة
على الرغم من هذه الانبعاثات، لا تصنف الشموع المعطرة كخطر صحي كبير، يوضح الدكتور موريا هذه النقطة قائلا: “مع أن الشموع تبدو غير ضارة، إلا أنها قد تسبب آثارًا صحية سلبية. ولكن ما لم يفرط الناس في استخدامها أو كانوا عرضة للخطر، فإن الكميات المنبعثة منها منخفضة جدا بحيث لا تسبب المرض”.
لا يوجد بحث قاطع يثبت أن الشموع المعطرة تُسبب أمراض رئوية مزمنة أو سرطانًا أو ضررًا طويل الأمد، المشكلة تكمن في التهيج، وليس الضرر الدائم.
ويضيف: “يُطلق حرق الشمعة مواد كيميائية قد تكون خطيرة، ولكن لا يوجد بحث قاطع يُثبت أن التعرض لها يزيد من خطر الإصابة بأي حالة صحية خطيرة”، ومع ذلك، فإن استنشاق أي دخان، بما في ذلك دخان الشموع، لا يعتبر مثاليا لصحة الجهاز التنفسي.
من الأكثر عرضة للخطر؟
الأشخاص الذين يعانون من الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو أمراض الرئة المزمنة الأخرى
الأفراد الذين يعانون من الحساسية أو التهاب الشعب الهوائية
الأطفال والحيوانات الأليفة، الذين يستنشقون الملوثات بشكل أسرع وبمعدل أعلى من البالغين
كيفية تقليل المخاطر إذا كنت تحب الشموع
اختر شموع الشمع الطبيعي عالية الجودة مثل شمع الصويا، أو شمع العسل، أو شمع جوز الهند، أو شمع الخضار.
فضل العطور المعتمدة على الزيوت العطرية على العطور المصنعة من الزيوت الاصطناعية.
أشعل الشموع في غرفة جيدة التهوية، وتجنب الأماكن المغلقة.
قم بقص الفتيل للتقليل من تكوين السخام.
تجنب التيارات الهوائية التي تسبب احتراقًا غير كامل ومزيدًا من الدخان.
اقرا أيضا:
احذر.. 5 علامات لسرطان القولون لا تتجاهلها
وفاة الإعلامية هبة الزياد.. هل النظام الغذائي القاسي يؤدي إلى الموت؟
تظهر قبل النوم.. علامة في الساق تشير لمرض خطير
مشروب أخضر يحمي من السرطان وأمراض القلب.. تناوله صباحا
مخاطر تجاهل حصوات الكلى.. متى قد تصل لمرحلة الاستئصال؟
