امتد صدى الخطبة الموحّدة المعتمدة بمساجد المملكة ليصل هذه المرة إلى جنوب إفريقيا، حيث ألقى شيخ الزاوية الدرقاوية، محمد المرتضى البومسهولي، خطبة الجمعة بمسجد هامانسكرال بجوهانسبورغ، وذلك في سياق الأنشطة الدينية التي تُنظمها الزاوية هناك بمناسبة مرور خمسة عشر قرنًا على مولد الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وجاءت هذه المبادرة في إطار تنزيل مضامين الرسالة الملكية الموجّهة من أمير المؤمنين، الملك محمد السادس، إلى العلماء وعموم محبّي رسول الله، وهي الرسالة التي شددت على إشاعة الأخوة الإيمانية وتجديد صلة الأمة بسيرة المصطفى ومنهجه.
ويحمل مسجد هامانسكرال، الذي أشرف السفير المغربي السابق بجنوب إفريقيا يوسف العمراني على افتتاحه قبل سنوات، بصمة مغربية واضحة من خلال الالتزام بالمذهب المالكي والقراءة الجماعية واعتماد الأذان الثالث، مما جعله فضاءً يعكس الهوية الدينية للمملكة داخل القارة السمراء.
وخلال خطبة الجمعة التي حملت عنوان “التواصي بالحق والتواصي بالصبر”، أكد الشيخ المرتضى أن المريدين وأفراد الجالية المسلمة بجنوب إفريقيا “يحتاجون إلى الإسلام المغربي وإلى الاستفادة من مناهجه الدعوية والتربوية”، مضيفًا أن مواضيع الخطبة الموحّدة بالمغرب “ذات طبيعة عامة ومفيدة، وتلامس واقع المسلمين هناك رغم البعد الجغرافي”.
وأشار الشيخ إلى أن الرسالة الملكية تشكل موجّهًا أساسيا لمشايخ الطرق الصوفية بالمغرب، باعتبارهم حلقة وصل لنشر معاني المحبة النبوية وتثبيت قيم الوسطية والاعتدال. كما شدد على أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تضطلع بدور محوري في تعزيز هذه الروابط الروحية والعلمية بين مسلمي إفريقيا وبين العلماء والمشايخ المغاربة.
وأوضح أن حضور الإسلام المغربي في جنوب القارة الإفريقية يتعزز اليوم أكثر من أي وقت مضى، باعتباره نموذجًا مستندًا إلى الاعتدال والتيسير ونبذ الغلو، قائلا: “المغرب اليوم في طليعة المدافعين عن الإسلام السمح الذي يبشر ولا ينفر، وينشر قيم التعاون على البر والتقوى”، في تأكيد على الامتداد العميق للتصوف المغربي داخل إفريقيا.

المصدر: العمق المغربي
