تعيش ساكنة جماعة ألنيف، التابعة لإقليم تنغير، حالة من الاستياء العميق بسبب الوضع المتدهور الذي يعيشه مستوصف المنطقة، والذي تحوّل، بحسب شهادات السكان، إلى بناية بدون روح، غائبة فيها أبسط شروط التطبيب والعلاج.
فالمستوصف، الذي يفترض أن يكون خط الدفاع الأول لحماية صحة المواطنين، يعاني نقصا حادا في الأطر الطبية والتمريضية، وافتقارا كبيرا للتجهيزات الأساسية التي تضمن الحد الأدنى من الخدمات الصحية.
ويشتكي المواطنون من غياب أطباء متخصصين وضعف التجهيزات التشخيصية، إضافة إلى عدم توفر الموارد البشرية المؤهلة لتقديم العناية اللازمة، ما يجعل أي زيارة للمستوصف رحلة معاناة تبدأ بالانتظار الطويل ولا تنتهي إلا بخيبة أمل جديدة.
ويصف عدد من السكان الوضع بأنه “واقع مؤلم وموجع للقلب”، مؤكدين أن المستوصف لا يؤدي الدور المنوط به، وأن الزيارات الطبية أصبحت في كثير من الأحيان مجرد مرور على جدران صامتة لا تقدّم شيئا، في ظل غياب حلول واقعية وعاجلة.
أحد أبناء المنطقة، في تصريح لجريدة “”، اعتبر أن ما يتداول من شكاوى على وسائل التواصل الاجتماعي “يعكس معاناة حقيقية، لكنها في الوقت نفسه تكشف فشلا عميقا في التخطيط الصحي محليا وإقليميا”.
وأضاف أن “المشكل لم يعد يتعلق بغياب طبيب أو جهاز معيّن، بل بمؤشرات واضحة على خلل كبير في تدبير الشأن الصحي بالمنطقة”.
وتساءل المتحدث، كيف يمكن الحديث عن برامج صحية وتنموية، بينما أبسط الخدمات غير متوفرة؟ وكيف نتحدث عن تقريب العلاج، والساكنة تجبر على التنقل إلى مدن بعيدة لعلاج أمراض بسيطة كان بالإمكان التكفل بها محليا؟
ويرى أبناء المنطقة أن هذا الوضع ناتج عن غياب رؤية واضحة، وضعف في المراقبة والتتبع، وانعدام التزام حقيقي بإصلاح هذا المرفق الحيوي، مطالبين الجهات المسؤولة بوضع خطة استعجالية لإعادة الروح إلى المستوصف، وتحسين جودة الخدمات المقدّمة للمواطنين.
وتؤكد ساكنة ألنيف أنها لا تطلب المستحيل، بل تسعى فقط لضمان خدمات صحية تحفظ كرامتها، وتضع حدا لمعاناة سنوات من الإهمال، ويأمل المواطنون أن تجد صرخاتهم آذانا صاغية، وأن تتحرك السلطات المعنية لاتخاذ إجراءات عملية تعيد الثقة إلى هذا المرفق الحيوي، وتضع حداً لمعاناة طال أمدها.
المصدر: العمق المغربي
