
استيقظت غينيا بيساو فجر اليوم على تحوّل حاد أعاد غرب إفريقيا إلى صدارة المشهد، بعد إعلان كبار ضباط الجيش سيطرتهم الكاملة على البلاد واعتقال الرئيس عمر سيسوكو إمبالو، وسط أنباء متداولة عن توقيف زعيم المعارضة دومينغوس بيريرا. وأغلقت الحدود مع تعليق العمل بالدستور، بينما دوّى الرصاص في شوارع العاصمة بيساو إيذانًا بمرحلة غامضة لا سقف لها.
ومن داخل مقرّ القيادة العسكرية، ظهر المتحدث باسم الجيش معلنًا أن المؤسسة العسكرية “تمسك بزمام البلاد حتى إشعار آخر”. المشهد حول القصر الرئاسي بدا مضطربًا؛ رصاص متقطّع، حالة هلع بين السكان، وحشود تهرب سيرًا وعلى الدراجات والعربات، فيما تتكاثر الأسئلة وتغيب الإجابات خلف فوهات البنادق.
التوتر انفجر قبل ساعات من إعلان النتائج الانتخابية، بعد أن أعلن الرئيس إمبالو فوزه، ثم خرج المرشح فرناندو دياس ليؤكد انتصاره هو الآخر. ومع تضارب التصريحات وسقوط الثقة في العملية الانتخابية، انزلقت البلاد سريعًا نحو مواجهة مفتوحة، حيث سقط الصندوق الانتخابي وارتفع السلاح ليحسم المشهد.
وتضيف غينيا بيساو—الدولة التي شهدت تسعة انقلابات منذ 1980—صفحة جديدة إلى سجلّها المضطرب، لتفتح بابًا آخر على صراع النفوذ في غرب إفريقيا بين عواصم كبرى وأجهزة استخبارات ومصالح متشابكة. وفي ظل غياب حكومة وشرعية ورؤية واضحة، يبقى سؤال واحد معلّقًا في الأفق: هل ما يحدث انقلاب عابر… أم مقدّمة لهزّة إقليمية أوسع؟
