كتب : حسين فتحي


04:38 م


27/11/2025

لم يكن محمد، ابن محافظة الفيوم، يتخيل أن الرحلة التي أخذته بعيدًا عن بلدته لعامين كاملين ستعيده إلى صدمة قلبت حياته رأسًا على عقب.

قبل عامين ونصف، وقف محمد أمام بيت العائلة مبتسمًا وهو يزف إلى عروسه التي اعتبرها «أجمل بنات القرية»، يقول محمد في روايته لما حدث: «كنت فاكر إن ربنا عوّضني بيها.. سبع شهور من أجمل أيام عمري».

بعدها شدّ “محمد” رحاله إلى ليبيا، بحثًا عن لقمة عيش أفضل، وحلمًا بأن يعود ليؤسس مزرعته الصغيرة ويبدأ حياته المستقرة مع زوجته.

ويوضح محمد: «سافرت عشان أعمل مستقبل لبيتي.. عمري ما فكرت أسيبها أو أظلمها، وكنت بعد كل يوم شغل أتخيل لحظة رجوعي ليها».

عاد محمد بعد عامين محملًا بالهدايا والفرحة، لكن ما إن دخل البيت حتى تجمد في مكانه، على بطن زوجته علامات حمل واضحة، سألها بصوت مختنق: «إنتِ… حامل؟!» نظرت إليه مرتبكة، لكنه لم ينتظر تبريرًا.

يقول محمد متأثرًا: «حسّيت الدنيا بتوقع فوق رأسي.. أنا كنت برا مصر سنتين! إزاي؟!»، تمالك أعصابه خوفًا من أن يرتكب ما يندم عليه، وأخذها إلى منزل أسرتها، ثم أسرع إلى مركز شرطة إطسا، حيث قدّم صورة جواز سفره التي تثبت تاريخ سفره وعودته.

أمر اللواء أحمد عزت، مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم، باستدعاء الزوجة لسماع أقوالها، وما إن جلست أمام المقدم هيثم طلبة، رئيس مباحث إطسا، حتى انهارت واعترفت بكل شيء.

قالت الزوجة عبر دموعها: «جوزى سافر وسابني لوحدي.. أنا لسة صغيرة ومقدرتش أعوّد نفسي على بعده.. ضعفت». وأضافت أنها أقامت علاقة متكررة مع ابن عمها، «هو كان بيتردد على البيت، ولقيت معاه اللي مفتقداه.. ومع الوقت حصل اللي حصل».

وفي التحقيقات أمام رئيس نيابة إطسا، أكدت الزوجة، وتدعى أ.ش.أ، عمرها 29 عامًا، أنها حاولت طلب الطلاق لكنها لم تستطع مواجهة زوجها، حتى اكتشف حملها.

محمد، الذي تبدلت أحلامه بكابوس، قال في نهاية أقواله: «كنت برجع أبدأ حياة جديدة.. لكن اللي لقيته وجع عمره ما هينتهي»، وقررت النيابة حبس الزوجة وعشيقها أربعة أيام على ذمة التحقيق.

شاركها.