تخوض جمعية “ارحم للرفق بالحيوانات وحماية البيئة” حملة وطنية لإنقاذ “الحيوانات المهملة” التي يتم استعمالها لفترة محددة عبر العربات المجرورة، خاصة الأحصنة والحمير، قبل أن يتم التخلي عنها في الشارع بـ”طريقة غير إنسانية”.

وأورد بيان للجمعية أنها عاشت يوما شاقا بعد العثور على حصانين مهملين في حالة حرجة في الشارع بأسفي، قبل تدخلها بمعية “جمعية الرفق بالحيوانات والمحافظة على البيئة” (SPANA) لإنقاذهما بمساعدة من السلطات المحلية والساكنة.

وذكرت الجمعية بمراسلته السلطات المحلية رفقة (SPANA) لوضع مشروع مبتكر لإنهاء هذه الظاهرة، التي تقول إنها لا تهم أسفي فقط، بل مختلف المدن المغربية.

وكشف المصدر ذاته أنه في أسبوع واحد فقط تم إنقاذ أربعة خيول في مدينة أسفي، مشيرا إلى أن “الأمر بات تصرفا غير إنساني يحتاج إلى تدخل حاسم للسلطات لحماية الحيوانات المتخلى عنها في الشارع”.

زينب تقان، مؤسسة ورئيسة “جمعية ارحم للرفق بالحيوانات وحماية البيئة”، قالت إن “ظاهرة تشريد الحيوانات العاملة وسوء معاملتها تتفاقم بقوة بالمغرب، حيث يتم التخلي عنها في ظروف مزرية بعد إجهادها وإنهاكها في العمل”.

وأضافت تقان لهسبريس أن “هذه الظاهرة تشكل خطرًا متزايدًا على المارة والسائقين على الطريق، إذ تخرج هذه الحيوانات فجأة لتعترض مسار المركبات، وهي غالبًا ما تكون مريضة أو منهكة ويتم التخلص منها في الشارع العام، الأمر الذي يمثل تجاوزًا غير مقبول في مدننا المغربية”.

وتابعت المتحدثة ذاتها: “إن السبب الرئيسي وراء هذا التفاقم يعود بوضوح إلى تقاعس رؤساء الجماعات المحلية، سواء في أسفي أو على مستوى المغرب كله، ففي عام 2025، وفي سياق استعداد المغرب لاستضافة فعاليات عالمية مثل المونديال، بات من غير المقبول بتاتًا استمرار وجود العربات المجرورة بالخيول في المجال الحضري، وقد يُقبل وجودها على المستوى السياحي (مثل عربات الكوتشي) لكن يجب أن يكون ذلك تحت تأطير الجمعيات المتخصصة لضمان علاجها ورعايتها وتأطير سائقيها”.

وأوردت الفاعلة المدنية ذاتها: “في مدينة مثل أسفي مازلنا نشاهد العربات المجرورة التي تُستخدم لنقل الأشخاص أو البضائع، ومن يقودونها هم غالبًا من الفئات الهشة، إلا أن هذا لا يبرر ممارسة العنف والسلوك الشاذ تجاه الحيوانات”، وزادت: “هذه حيوانات مكسورة الأطراف تُجر بطريقة في غاية الوحشية، وعند الانتهاء من العمل يتم التخلص منها ببساطة على جانب الطريق، والشخص الذي يتخلى عنها يبرر ذلك بقوله: ‘لا يمكنني الاستمرار في الإنفاق عليها’”.

وأردفت تقان: “قدمت جمعية ‘ارحم’ منذ سنوات مشروعًا متكاملًا للمجلس البلدي، وعرضته كذلك على عامل الإقليم، بهدف الحد النهائي من تشريد هذه الحيوانات. هذا المشروع المفصل تم إعداده بالتعاون مع جمعية متخصصة في المجال، لتقديم حل فعلي. إذا لم يتمكنوا من إنهاء وجود هذه الحيوانات بشكل جذري في المدى القريب فعليهم على الأقل تطبيق المشروع المقترح للتأطير”.

ويشمل المشروع المقترح، وفق المتحدثة ذاتها، تأطيرًا يضمن تسجيل هذه العربات ومعرفة هوية الحيوانات، بالإضافة إلى متابعة بيطرية منتظمة (un suivi médical)، ما سيحدد عدد ساعات العمل اللازمة، ويضمن إحضار الحيوان المريض إلى الجمعية لتلقي العلاج، وبالتالي تفادي التخلي القاسي عنها”.

وختمت الفاعلة الجمعوية قائلة: “نحن كجمعيات ومتطوعين نشعر بإنهاك شديد لأننا نصب الماء في الرمل (نضيع جهودنا). للأسف تتبنى المجالس الجماعية دائمًا الحلول الترقيعية وتدبير الأزمات، بدلًا من الإيمان بمشروع يضمن حلًا نهائيًا وفعالًا”.

المصدر: هسبريس

شاركها.