وكالات

وجّه عدد من الجمهوريين في الكونجرس انتقادات لاذعة للبيت الأبيض بسبب خطة سلام مقترحة بشأن حرب أوكرانيا، يقولون إنها تصب في صالح روسيا، وهي خطوة نادرة لحزب أيد بشدة جميع مبادرات الرئيس دونالد ترامب تقريبا.

وعبر مؤيدو أوكرانيا عن قلقهم من أن إطار عمل مكونا من 28 نقطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، الذي وردت تقارير بشأنه لأول مرة الأسبوع الماضي، يعني أن إدارة ترامب قد تدفع كييف إلى توقيع اتفاق سلام يميل بشدة نحو موسكو.

وقال السناتور الجمهوري روجر ويكر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في بيان: “ما تسمى خطة السلام هذه تنطوي على مشاكل حقيقية، وأنا متشكك للغاية في أنها ستحقق السلام”.

وتصاعدت هذه المخاوف عندما ذكرت بلومبرغ نيوز أمس الثلاثاء، أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قال في مكالمة هاتفية يوم 14 أكتوبر، مع يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون السياسية، إن عليهما العمل معا على خطة لوقف إطلاق النار وإن على بوتين طرحها على ترمب.

وبالنسبة لمعارضي الغزو الروسي الذين يريدون أن تكون أوكرانيا دولة ذات سيادة ومتمتعة بحكم ديمقراطي، من الواضح أن ويتكوف يفضل الروس بشكل كامل.

وكتب النائب الجمهوري دون بيكون على إكس: “لا يمكن الوثوق به لقيادة هذه المفاوضات، هل يمكن لعميل روسي مدفوع الأجر أن يفعل غير هذا؟ يجب إقالته”.

في حين أن الحزب الجمهوري لا يزال يدعم ترمب بأغلبية ساحقة، فإن انتقادات المشرعين الجمهوريين لا يمكن تجاهلها بالنظر إلى الانتكاسات الأخيرة للرئيس، بما في ذلك انتصارات الديمقراطيين في انتخابات هذا الشهر ودعم الكونجرس للإفراج عن ملفات وزارة العدل المتعلقة بالمدان بجرائم جنسية جيفري إبستين.

ودعا النائب الجمهوري براين فيتزباتريك إلى تغيير النهج، واصفا مكالمة ويتكوف بأنها “مشكلة كبيرة، وأحد الأسباب العديدة التي تظهر ضرورة وقف هذه الأمور الجانبية السخيفة والاجتماعات السرية”.

وأشار السناتور ميتش ماكونيل الزعيم الجمهوري السابق في مجلس الشيوخ إلى حاجة ترامب إلى مستشارين جدد، قائلا: “مكافأة المجزرة الروسية ستكون كارثية على مصالح أمريكا”.

وتصدى أعضاء من الدائرة المقربة من ترامب لهؤلاء المشرعين، فقد اتهم جيه.دي فانس نائب الرئيس، وهو سناتور جمهوري سابق انتقد المساعدات لأوكرانيا، ماكونيل بشن “هجوم سخيف” على خطة إنهاء الحرب.

وقال نجل الرئيس، دونالد ترامب الإبن، على وسائل التواصل الاجتماعي: “إن ماكونيل مجرد شخص يشعر بالغيرة ويهاجم والدي”.

لكن محللين يرون، أن الانتقادات من أعضاء الحزب الجمهوري إلى جانب الرياح السياسية المعاكسة في الآونة الأخيرة، يمكن أن تشير إلى مشكلة أكبر بالنسبة لإدارة ترامب.

وقال سكوت أندرسون الزميل في دراسات الحكم في معهد بروكينجز: “كل هذا يشير إلى أنه أكثر ضعفا من الناحية السياسية مقارنة مع ما بدا عليه خلال الأشهر التسعة أو العشرة الماضية”.

ومع استطلاعات الرأي التي تظهر أن معظم الأمريكيين يرغبون في دعم أوكرانيا في قتالها ضد الغزاة الروس، سيركز الجمهوريون على الأرجح على انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 عندما تكون السيطرة على الكونجرس على المحك، وسيتعين على عدد من المرشحين الجمهوريين في السباقات المتقاربة أن يجذبوا الناخبين المستقلين.

وجاءت بعض أقوى الانتقادات من جمهوريين مثل بيكون وماكونيل، وهما لن يخوضا السباق لإعادة انتخابهما، لكن أندرسون قال إنهما يقولان علنا ما يردده آخرون في الأحاديث الخاصة، وفقا للغد.

شاركها.