وجهت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء، أمس الثلاثاء، مراسلة رسمية مفصلة إلى المديرين الإقليميين والمفتشين ورؤساء المؤسسات وكافة الأطر التربوية والإدارية، تضمنت خطة عمل دقيقة تهدف إلى تطوير أداء مؤسسات الريادة بسلكي التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي، وذلك في إطار تنزيل الأهداف الاستراتيجية لخارطة الطريق لإصلاح منظومة التربية والتكوين 20222026.
وأوضحت الأكاديمية في مستهل وثيقتها الموجهة للفاعلين التربويين أن هذه الخطوة تأتي لتعزيز مشروع “الريادة” بالتعليم الابتدائي والإعدادي بالجهة، عبر اعتماد مقاربة تشاركية محلية تستحضر حاجيات الواقع وترتكز على التدبير بالنتائج، سعيا لتحقيق أثر إيجابي ملموس على مستوى تحكم التلاميذ في التعلمات، ومأسسة المبادرات المحلية الكفيلة بتيسير اكتساب الكفايات الأساس ومحاربة الهدر المدرسي بالتعليم الإلزامي.
وكشفت الوثيقة ذاتها أن الخطة الجهوية ترتكز على عدة مقومات أساسية، أبرزها جعل التلميذ مركز الاهتمام كخلفية تؤطر كافة التدابير، واعتماد المقاربة التشاركية بإشراك الفاعلين الأساسيين من أساتذة ومفتشين ومديرين في التنزيل والبلورة، فضلا عن مبدأ “الواقعية” عبر الاعتراف بوجود إشكالات قد تعيق التنزيل وضرورة التدخل الآني لمعالجتها، وتبني “التحسن المستمر” القائم على ثقافة تقييمية تنطلق من التشخيص للفهم العميق للمشكلات وتثمين الخطوات التعديلية، مع اعتماد التسهيل والتبسيط بجعل الخطاب التربوي مفهوما ومتقاسما.
وحدد المصدر الأهداف العامة للخطة في الرفع الأقصى من الأثر على تحصيل التلاميذ باعتباره أساس التحول التدريجي للمدرسة العمومية، وتضمنت الأهداف الخاصة تأطير عملية الدعم التربوي لمعالجة تعثرات التلاميذ، وجعل مواكبة المفتشين تستجيب للحاجيات التأطيرية الفعلية لتطوير الممارسة الصفية، بالإضافة إلى مواكبة تدبير المؤسسة التعليمية عبر تنزيل مشروع المؤسسة، وتأطير تيسير الجسور بين تفعيل الأنشطة الموازية وتطوير اكتساب التعلمات الأساس، والارتقاء بالمواكبة النفسية والاجتماعية والتوجيه التربوي، وتعبئة المسهلين الإقليميين لمساعدة المؤسسات على انتظام العمل واستقطاب الأسر.
وفصلت المراسلة في الدعامات الأساسية للخطة، حيث ركزت أولا على “الدعم التربوي”، مؤكدة على ضرورة تدقيق تنظيم العملية وتوثيق مختلف العمليات المرتبطة بها، وتنظيم ورشات للتقاسم حول مستجدات تدبير الدعم تحت إشراف المفتشين، وتوفير المستلزمات الضرورية لتنزيل الدعم المادي والمعنوي وتسريع صرف تعويضات الأساتذة، وجعل تفييء التلاميذ ينطلق من معطيات منظومة “مسار”، وتسخير الفضاءات المادية لتنظيم الدعم في فضاءات قريبة من التجمعات السكنية للمتعلين، واعتماد تدبير يكيف الدعم حسب حاجيات كل متعلم سواء للمعالجة أو الاستدراك أو التأهيل، مع ربط العملية بتوفير حوافز عينية عبر الشركاء.
وأضافت الأكاديمية في سياق تفعيل أدوار الفريق الإقليمي للتربية الدامجة ضرورة مساعدة المؤسسات لتشخيص وضعية الأطفال في وضعية إعاقة واقتراح البدائل التربوية، وتفعيل أدوار خلية اليقظة في مجالات التتبع الفردي، واستغلال الفرص التعليمية التي توفرها المنصات الرقمية الرسمية المعتمدة، وتنظيم قافلة إقليمية حول المصاحبة التربوية بمعية المختصين الاجتماعيين لمساعدة التلاميذ في وضعية صعبة على التكيف الدراسي ومحاربة الهدر، وتعبئة الأسر عبر التواصل معها حول أهمية الدعم التربوي.
وشددت الوثيقة، فيما يخص التأطير التربوي، على اعتبار الزيارات الصفية الركيزة الأساس في تطوير الممارسات التدريسية، واعتماد كل الوسائل المتاحة لتقاسم المستجدات وتنزيل النموذج البيداغوجي، وتنظيم الدروس التجريبية لتحليل الممارسات الفصلية، واقتراح عمليات وتدابير عملية تيسر تنزيل النموذج ضمن مشروع المؤسسة المندمج، واقتراح حاجات للتكوين المستمر تدرج ضمن المخططات الإقليمية في مجالات ذات أولوية كالتعلم الصريح والدمج وصعوبات التعلم.
وأبرزت المراسلة أهمية تفعيل مشروع المؤسسة المندمج كآلية للتدبير، داعية إلى تحيين أولويات العمليات بعد كل محطة تقييمية يخضع لها التلاميذ، وجعل تحقيق المعايير الخاصة بمحور التلميذ من أولى الأولويات عند تعديل العمليات، والأخذ بعين الاعتبار مقترحات المفتشين التربويين، وتحسين ظروف عمل الأساتذة عبر توفير مستلزمات العمل وتنظيم ورشات التذكير والتقاسم.
ونصت التوجيهات الرسمية أيضا على تفعيل الأنشطة الموازية لتنمية التفتح وإذكاء المواطنة، من خلال تفعيل وإغناء المكتبات الصفية والمكتبات المدرسية للرفع من القدرات القرائية، وخلق نوادي تربوية تتيح أنشطتها الرفع من مستوى التحكم في التعلمات كنوادي الدعم التربوي واللغات والقراءة والمسرح والحساب الذهني والروبوتيك، وتنظيم مسابقات تلاميذية تدعم اكتساب التعلمات، وربط تنظيم الأنشطة الموازية والرياضية لتشجيع التلاميذ على الإقبال على حصص الدعم، وتنظيم أنشطة يشارك فيها الآباء لتشجيعهم على التواصل مع المدرسة.
وأكد المصدر ذاته على ضرورة تعبئة الفريق التربوي عبر تنظيم اجتماعات بعد كل محطة تقييمية لمناقشة النتائج وفهم الأسباب وراء كل تدن ملاحظ، وتحيين الخطة المحلية لتطوير الأداء، واستقطاب مزيد من الأسر للعمل على بلورة خطة تواصلية معها، وفي مجال محاربة الهدر المدرسي دعت المذكرة إلى تفعيل أدوار خلية اليقظة وتفعيل برنامج للأنشطة الموازية وتفعيل أدوار المختصين الاجتماعيين لضمان المواكبة النفسية والاجتماعية، وجعل تدخلات المستشارين في التوجيه دعامة وقائية استشرافية.
وأشارت الأكاديمية إلى العمليات الداعمة لتنزيل مشروع الريادة، والتي تشمل اعتماد نقط ارتكاز بالمديرية الإقليمية في مجال منظومة الإعلام، وتنظيم ورشة إقليمية لمديري المؤسسات التعليمية، وورشة تكوينية للمختصين الاجتماعيين لبلورة بروتوكول متقاسم للمواكبة، والاعتناء بفضاءات التوجيه بالمؤسسات، والانفتاح على تجارب القطاعات العمومية التي تعتمد المساعدة الاجتماعية، وتطوير الشراكة مع الجمعيات المهنية لنساء ورجال التعليم.
وختمت الأكاديمية مراسلتها بالتأكيد على آليات التتبع والتقييم، حيث سيسهر الفريق الجهوي والإقليمي لمشروع الريادة على مواكبة عينة من المؤسسات التعليمية خاصة الأقل أداء، بتنظيم ورشات القرب، والمناقشة الجماعية لنتائج التقييم، وتقييم مستوى تنزيل عملية الدعم، وتثمين المبادرات المحلية، مشيرة إلى تنظيم ملتقى إقليمي مطلع الأسدوس الثاني من السنة الدراسية لتقاسم التجارب الناجحة، داعية الجميع إلى الانخراط المسؤول وتوفير المعطيات الضرورية بغية التدخل في الوقت المناسب.
المصدر: العمق المغربي
