شهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة واسعة من الجدل بعد انتشار مقطع فيديو يظهر شخصا بغزة يعرض جهاز آيفون 17 مطليا بالذهب ومرصعا بالألماس.

ووفق تعليقات مغردين، فإن المقطع صوّر في غزة، ويبدو أن الشخص الظاهر فيه تاجر نجح في إدخال الجهاز النادر إلى القطاع، رغم أن الحصول عليه صعب حتى في الأسواق العالمية.

هذا المشهد بدا غير مألوف في منطقة تعيش واحدة من أعقد الكوارث الإنسانية في العالم.

وفي المقابل، ومع دخول المنخفض الجوي، تصدرت صور جديدة تظهر خيام النازحين وقد غرقت بمياه الأمطار الغزيرة، في مشاهد قاسية تعكس واقعا مختلفا تماما عن مشاهد اليوم السابق من غزة نفسها.

الفجوة بين المقطعين لا تخلق مجرد تناقض بصري، بل تولد ضبابية حقيقية لدى الجمهور الذي يتابع أخبار غزة ويحاول فهم الصورة الكاملة.

وأشار مدونون إلى أن الاحتلال سمح مؤخرا بدخول أجهزة آيفون مطلية بالذهب إلى قطاع غزة، في محاولة لتوجيه رسالة إلى العالم بأن غزة غارقة في الكماليات والترف، بينما الحقيقة المخفية أن سكان القطاع غارقون في الطين والخيام الممزقة، ويحرمون من أبسط الاحتياجات الأساسية مثل اللحوم والحليب والبيض.

ووجه هؤلاء دعوة إلى فضح هذا التضليل الإعلامي الذي يمارسه الاحتلال.

وعلق ناشطون بأن دخول هذه الأجهزة الفاخرة إلى القطاع يحدث في وقت يعجز فيه كثير من الناس عن الحصول على الأدوية أو خيام تقيهم برد الشتاء، مؤكدين أن الاحتلال يصر على إدخال هذه المظاهر لتجميل صورته أمام العالم، وإظهار غزة كأنها تعيش حياة طبيعية لا ينقصها شيء.

الاحتلال يهندس المشهد الاقتصادي والمعيشي في القطاع، بمشاركة حفنة من أسوأ تجار الحرب.

في المقابل، اعتبر آخرون أن هذه المشاهد تثير علامات استفهام عديدة، إذ تهدف -على حد وصفهم- إلى ثني الناس خارج القطاع عن المساعدة والتبرع، عبر الإيحاء بأن الأوضاع مثالية، حتى إن من هم خارج غزة لا يستطيعون شراء أحدث أجهزة آيفون، فكيف لسكان القطاع؟

وأضافوا أن الأمر ليس انتقاصا، لكنه يظل ظاهرة غريبة تستحق التدقيق.

وأكد ناشطون أن هذه الفيديوهات ليست بريئة أبدا، وأن الأشخاص الذين يصورونها لديهم أهداف محددة، مشيرين إلى أنه من غير المنطقي ظهور مثل هذه المشاهد في مكان مدمر بالكامل.

وتوجهوا بنصيحة إلى سكان غزة بضرورة الحذر مما يتم تصويره وتتبع الجهات التي تقف خلف هذه المواد إن أمكن، لفهم “رأس الخيط”.

كما قال مغردون إن الاحتلال سمح بدخول آلاف نسخ آيفون 17 بمختلف إصداراته، في الوقت الذي يمنع فيه دخول الأجهزة واللوازم الطبية التي تحتاجها المستشفيات، فضلا عن غالبية الأصناف الغذائية الأساسية.

ويرى هؤلاء أن الاحتلال بذلك يهندس المشهد الاقتصادي والمعيشي في القطاع، بمشاركة حفنة من أسوأ تجار الحرب ومصاصي الدماء.

واختتم مدونون بالقول إن هذا الفيديو يبدو مصمما لهدف محدد، إذ يعاد إنتاج كل ما يصور في غزة في سياق مختلف، رغم أن الوضع العام هناك شديد الصعوبة، والحرب لم تنته بعد، في حين يعمل الاحتلال ليلا نهارا على خوض حرب أخرى غير معلنة: “حرب الأفكار”.

“القدس

شاركها.