أكد موقع Maldita.es الإسباني المختص في التحقق من الأخبار الكاذبة أن الادعاءات المتداولة على شبكات التواصل حول استيراد إسبانيا “مليون طن من الدجاج القادم من المغرب دون احترام المعايير الأوروبية” هي معلومات زائفة لا أساس لها من الصحة. ووفقا للمصدر، لا توجد أي واردات من الدجاج المغربي نحو السوق الإسبانية خلال عام 2025، كما أن الكميات المستوردة من هذا المنتج خلال السنوات الخمس الماضية كانت شبه منعدمة.

وأضاف التحقيق أن البيانات الرسمية الصادرة عن منصة DataComex التابعة لسكرتارية الدولة الإسبانية للتجارة تثبت أن إسبانيا لم تسجل سوى عمليتي استيراد محدودتين من لحوم الدواجن “originating from” المغرب خلال شهري فبراير وأبريل من سنة 2024، وبكمية إجمالية لا تتجاوز 10.356 كيلوغراما، وهي أرقام بعيدة تماما عن “مليون طن” الذي أشارت إليه المنشورات المضللة المتداولة على منصات X وTikTok.

وأوضح التقرير أن Aduanas، وهي مصلحة الجمارك التابعة لوكالة الضرائب الإسبانية (AEAT)، أكدت لـMaldita.es أن تلك الشحنات الصغيرة هي الواردات الوحيدة من هذا النوع، مشيرة إلى عدم تسجيل أية عملية استيراد خلال شهور 2025، بما فيها غشت وشتنبر وأكتوبر، حتى وإن لم تنشر بياناتها بعد رسميا في DataComex؛ وهو ما ينفي بشكل قاطع الادعاءات المتعلقة بوجود تدفقات ضخمة من الدواجن المغربية نحو إسبانيا.

وأشار المصدر إلى أن أصل التضليل يعود إلى خلط متعمد بين معطيات قديمة تعود إلى سنة 2022 وبين الوضع الصحي الراهن المرتبط بإجراءات مواجهة إنفلونزا الطيور التي اتخذتها السلطات الإسبانية في نونبر 2025. ففي ذلك العام، كان قد صدر قرار أوروبي يضيف المغرب إلى قائمة الدول المسموح لها بتصدير بعض منتجات الدواجن نحو الاتحاد الأوروبي، لكن بشروط صارمة أهمها إخضاع اللحوم لما يُعرف بالمعالجة الصحية “D”، والتي تشمل التجميد أو الطهي لضمان السلامة الصحية. غير أن هذا الترخيص لا يشمل تصدير الطيور الحية أو المواد التناسلية، وهي فئات تتطلب معايير أشد صرامة ولا يوجد المغرب ضمن قائمة الدول المعتمدة لها.

ويشير التحقيق إلى أن الرقم “مليون طن” الذي تم الترويج له في الشبكات الاجتماعية لا علاقة له بالمغرب، بل هو رقم قديم يخص حجم الإنتاج الإسباني المحلي من لحوم الدواجن الذي بلغ 1,8 مليون طن سنة 2024.

وقد جرى التلاعب بهذا الرقم في المحتوى المضلل ليوحي بأن إسبانيا تستورد كمية مساوية لإنتاجها المحلي من المغرب، وهو أمر تنفيه بوضوح كل المعطيات المتاحة.

ويخلص موقع Maldita.es إلى أن المزاعم المتداولة تندرج ضمن موجة من الأخبار الكاذبة التي رافقت الإجراءات الصحية الأخيرة المتخذة للحد من انتشار إنفلونزا الطيور في إسبانيا، مؤكدا أن البيانات الرسمية لا تدعم أيا من الادعاءات الخاصة بتدفق واردات ضخمة من الدجاج المغربي.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.