كتب : محمود الهواري


09:11 م


25/11/2025

كشف تقرير صادر عن خبراء تكنولوجيا أن إعلان شركة مايكروسوفت عن وقف الدعم الرسمي لنظام ويندوز 10 أثار جدلا واسعا ليس بسبب انتهاء الدعم نفسه بل لطريقة فرض الانتقال القسري إلى ويندوز 11 وما يرافقه من تبعات بيئية واقتصادية كبيرة.

ورغم أن ويندوز 10 ظهر قبل نحو عقد وأصبح أساسا لملايين الأجهزة في المنازل والشركات فإن انتهاء دعمه يضع المستخدمين أمام خيارين صعبين شراء جهاز جديد يدعم ويندوز 11 أو البقاء مع نظام بلا حماية أمنية.

وتروج مايكروسوفت لنظام ويندوز 11 باعتباره أكثر أمانا وأعلى أداء لكنها فرضت متطلبات تقنية صارمة مثل دعم TPM 2.0 وسكيور بوت غير متوفرة في أغلبية الأجهزة الحالية رغم قدرتها على تشغيل النظام بسلاسة.

واستبعدت قوائم المعالجات المدعومة أجيالًا كاملة من معالجات إنتل وAMD ما جعل ملايين الكمبيوترات غير مؤهلة للترقية، إذ فسر خبراء هذه الخطوة بأنها تهدف لتقصير العمر الافتراضي للأجهزة ودفع المستخدمين لشراء أجهزة جديدة رغم أن طرقًا رسمية وغير رسمية تثبت إمكانية تشغيل ويندوز 11 على أجهزة غير مدعومة.

كشف تقرير شركة Canalys أن انتهاء دعم ويندوز 10 سيحول نحو 240 مليون جهاز إلى نفايات إلكترونية أي ما يعادل وزن 320 ألف سيارة ما يمثل كارثة بيئية محتملة تشمل تسرب مواد سامة مثل الرصاص والزئبق إلى التربة والمياه وزيادة انبعاثات الغازات الضارة من حرق الأجهزة وضغط على منشآت إعادة التدوير غير القادرة على التعامل مع الحجم المتزايد.

ودعت حملات مثل Restart Project مايكروسوفت للتراجع عن الخطوة أو تقديم بدائل مستدامة معتبرة أن الشركة تتسبب في أزمة بيئية عالمية تحت شعار الحماية الأمنية.

برنامج Extended Security Updates يتيح شراء تحديثات أمنية بعد انتهاء الدعم لكنه غير مجاني للأفراد ويرتبط بخدمات وان درايف وWindows Backup التي تجبر المستخدم على شراء سعات تخزين إضافية ما يجعل التحديث المجاني غير مجاني فعليا.

ويندوز 11 لم ينج من الانتقادات المتعلقة بجمع البيانات والتتبع مثل نقل رسائل البريد بالكامل إلى خوادم مايكروسوفت عند استخدام Outlook الجديد ورفع الصور تلقائيا عند تعديلها في تطبيق Photos وإدراج إعلانات داخل قائمة Start وشاشة القفل وفرض استخدام الذكاء الاصطناعي كوبايلوت دون إمكانية تعطيله ونوافذ تمنع المستخدم من ترك متصفح إيدج.

انتهاء دعم ويندوز 10 لم يعد حدثًا تقنيًا عاديًا بل تحول إلى أزمة بيئية واقتصادية تكشف جانبًا مظلمًا من سياسات الشركات الكبرى ومساعيها لتسريع تقادم الأجهزة وبينما تقول مايكروسوفت إن الهدف هو الأمن والتحسينات يرى كثيرون أن ويندوز 11 ليس ترقية ضرورية بقدر ما هو فرض واقع جديد لا يخدم المستخدم ولا الكوكب.

شاركها.