بدازي يرفع الستار عن “الحالة ياء”

بعنوان “الحالة ياء” صدرت رواية جديدة للكاتب المغربي محمد بدازي، عن دار “خطوط وظلال” الأردنية.

وتحاول الرواية الجديدة “من خلال مقاربة تركز على الجانب النفسي والذهني للشخصيات تسليط الضوء على واقع الصحة النفسية والعقلية المتأزم للإنسان المعاصر، ونتائج ذلك على الأفراد والمجتمع والدولة، وذلك من خلال حكاية يحيى الغازي الذي يولد في وسط أسري مضطرب، ما يؤثر على حالته النفسية والعقلية حين يكبر، ويمنعه من ربط علاقات عاطفية ومهنية واجتماعية”.

ولا تعالج الرواية “حكاية يحيى الغازي فحسب، بل إنها إذْ تسلط الضوء على اضطرابه النفسي والعقلي الذي يؤثر فيه وفي المحيطين به، ليصل إلى حدود الجريمة، تعود إلى جذور هذا الاضطراب من خلال حكاية والدَي يحيى؛ الأب الغائب دائما، والأم المغنية والراقصة (الشِّيخة بالدارجة المغربية). ومن خلال حكاية والدَي يحيى يجد القارئ نفسه بصدد حكاية ثالثة بطلها مصطفى العمراني الذي تَكشف حياته عن حقائق جديدة، تزيد من معاناة يحيى وتدفعه أكثر إلى الهاوية. كما تقودنا حكاية مصطفى العمراني إلى حكاية أخرى، عن أسرة يدفع فيها الزوج زوجته إلى معاشرة رجل غريب من أجل الإنجاب”.

ويقول العمل الأدبي الجديد لقارئه إنه سيجد نفسه “أمام متاهة من الحكايات تشبه دمية ماتريوشكا؛ كل حكاية تؤدي بالقارئ إلى حكاية أخرى، ليعود في الأخير إلى الحكاية التي بدأ منها: حكاية يحيى الغازي. كل هذا يضعنا أمام تعدد للأحداث والشخصيات والأمكنة والأزمنة، والانعطافات المفاجئة أحيانا، والمتوقعة أحيانا أخرى”.

وتروم الرواية “إضافة إلى هدفها الفني المتمثل في تقديم حكاية ممتعة ومشوقة قائمة على بناء سردي غير تقليدي تبيان الأثر السلبي أو الخطير (قد يصل إلى الجريمة) لسوء معاملة الطفل، وتأثير ذلك عليه حين يصبح مضطرا للاندماج مع باقي أفراد المجتمع، وتبيان كذلك مصير المريض النفسي أو العقلي في مجتمع لا يولي للصحة النفسية والعقلية أهمية كبيرة”؛ ولهذا “استهدفت المنطقة البينية حيث يتقاطع النفسي والذهني مع الاجتماعي والثقافي، بتسليط الضوء على الحياة الداخلية للشخصيات الرئيسة”.