انطلقت بجماعة إزناكن بإقليم ورزازات عمليات الحرث استعدادا للموسم الفلاحي الجديد، رغم الانخفاض الكبير في درجات الحرارة وصعوبة المناخ، في مشهد يعكس صمود الفلاحين وتمسكهم بأرضهم وسط ترقب لنزول الأمطار التي تأخرت خلال السنوات الأخيرة.
وخلال زيارة ميدانية إلى منطقة تاسريرت، رصدت جريدة “” بدايات هذا الموسم وطريقة زرع القمح والشعير بوسائل تقليدية، حيث يواصل الفلاحون العمل بإصرار رغم التحديات المناخية والاقتصادية.
وقال الفلاح عبدالله سعدوني إنهم شرعوا في حرث القمح والشعير أملا في نزول الغيث، مشيرا إلى أن الجفاف أصبح متواصلا في الأعوام الأخيرة. وأضاف أن أغلب السكان باتوا مترددين في الحرث بسبب ضعف التساقطات، إلا أن الأمل ما يزال قائما في تحسن الوضع خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، أوضح عبدالله بشار، وهو سائق جرار منذ أكثر من ثلاثة عقود، أن الفلاحين من ذوي الدخل المحدود ويعانون من ارتفاع أثمنة الحبوب وتزايد تكلفة الحرث، حيث ارتفع ثمن الساعة بشكل يثقل كاهل الأسر. وقال إن الجفاف المتكرر يجعل الموسم الفلاحي ضعيفا رغم رغبة الجميع في العمل.
وأضاف بشار أن موسم الحرث ينطلق عادة في أكتوبر ويستمر إلى غاية مارس، مشيرا إلى أن سائق التراكتور يشتغل لساعات طويلة في ظروف مناخية قاسية، ويلجأ إلى أغطية سميكة للتدفئة خلال العمل ليلا.
وتطرق المتحدث أيضا إلى المعيقات الإدارية التي يواجهها الفلاحون، داعيا إلى تسهيل المساطر المرتبطة بحفر الآبار والإجراءات القانونية المرتبطة بالقطاع الفلاحي، مؤكدا أن الفلاحة تمثل مصدر العيش الأساسي للسكان.
ويعكس انطلاق موسم الحرث في ورزازات هذا العام، رغم قسوة البرد وضعف الموارد، إرادة الفلاحين في مواجهة ظروف صعبة وأملهم في أمطار تعيد الحيوية للأرض وللساكنة.
المصدر: العمق المغربي
