ايها السادة الذين حملتكم صناديق الاقتراع الى مقاعد جديدة، سلام من مواطن بسيط، يمكن ما يعرفكم شخصيا، بس يشوفكم كل يوم بعيون اطفاله وعيون جيرانه وعيون هالوطن اللي ينزف صبر وما ينقصه امل. اكتبلكم هالرسالة واني ما املك غير الكلمة، واعتقد الكلمة مرات اقوى من الطلقات واقوى من الجدران العالية، لانها تظل تطرق باب الضمير، حتى اذا تأخر الرد.افهموا شي مهم، العراق ما عاد يتحمل تجربة جديدة تكون نسخة عن كل التجارب اللي خيبته. والعراقي هذا الانسان اللي يتحمل حر الصيف وبرد الشتاء ونقص الكهرباء وضعف الرواتب وغلاء المعيشة، هذا المواطن يوقف اليوم ينظر الكم، ليس لانكم الافضل بالضرورة، بل لان الامل هو الشي الوحيد الباقي بجيبه. اني واحد من ملايين العراقيين اللي يريدون يشوفون بلدهم مثل باقي البلدان. هلله هلله بالعراق، هلله هلله بشعبه، هذا البلد يستحق كل الخير، مو لان تاريخه طويل فقط، بس لان اهله طيبين وقلوبهم بيض وناسين حقهم بسرعة، وينطون فرصة ورا فرصة، ويغفرون حتى الاشياء اللي ما تنغفر.ايها الفائزون، تذكروا ان الفوز مو نهاية الطريق، هو بداية اختبار. والشعب يمكن يصفق البدايات، بس النهاية هي اللي تبقى بالذاكرة. العراقي تعبان، بس مو غبي. يمكن ينصدم، يمكن يتأخر بالحكم، بس يعرف يميز، ويعرف شنو يعني السياسي اللي يخدم وشنو يعني السياسي اللي يتسلق. لا تسمعون فقط للمقربين اللي يحطون حولكم صورة وردية. انزلوا للشارع، لا تخافون منه، هو شارعكم، وهو اللي وصلكم لمناصبكم. روحوا للمحلات، للمستشفيات، للمدارس، للمناطق اللي ما يوصلها مسؤول الا وقت الانتخابات. شوفوا الاحلام اللي تنباع بثمن رخيص، وشوفوا الوجوه اللي تتمنى بس خدمات بسيطة، تتمنى شارع نظيف، ماء نظيف، كهرباء مستقرة، امان كافي حتى ينامون بسلام.العراق ما يحتاج مشاريع عملاقة بس على الورق. ولا يريد خطط خمسية ما حد يعرف وين انتهت. يريد خطوات صغيرة بس ثابتة. يريد صدق. يريد رؤية مو بس وعود. يريدكم تحسون ان المنصب مو ملك الكم، هو تكليف. واذا الشعب حطكم فوق، بنفس السهولة يخليكم تحت اذا حس بالخداع. اليوم، انتم مو مجرد سياسيين، انتم رسائل. رسائل عن صورة العراق القادمة، صورة الدولة، صورة المستقبل. اذا صلحتم صلحت الصورة، واذا اخطأتم ما راح تنكسرون وحدكم، راح يتكسر وياكم امل شعب كامل.اريد اكولكم شغلة يمكن بسيطة بس معناها كبير: العراقي ما يريد شيء خارق، يريد دولة طبيعية. دولة ما يخاف بيها المواطن من المستقبل. دولة يحس بيها انه محترم. يحس انه مو رقم. يحس ان حقه محفوظ، وانه ما يحتاج واسطة حتى ياخذ ابسط خدمة. المواطن يريد يشوف ابنه يتعلم بمدرسة محترمة، ويريد يشوف امه تعالج بمستشفى محترم، ويريد يشوف راتبه يكفيه، ويريد يمشي بالليل وما يخاف.واذا تكدرون توفرون هاي الاساسيات، والله الشعب ما يريد منكم اكثر. العراقي طيب، بس يريد منكم طيبة بالمقابل. يريدكم تردون الدين. يريد يشوف بيتكم مفتوح، مو مغلق ببوابات الاسمنت. يريد يشوفكم بشر قبل ما تكونون اصحاب سلطة.انا كعراقي، اكتبلكم هالكلام واني ما اطلب شي الي وحدي. اريده للعراق كله. اريده لاطفال ما ذاقوا حياة مستقرة. اريده للشيوخ اللي تعبوا من الانتظار. اريده للبسطاء اللي يضحكون رغم الوجع. اريده للناس اللي تصبر لانها ما عندها خيار غير الصبر.ايها السادة الفائزون، هذا العراق اللي بين ايديكم. لا تخلونه يدفع ثمن خيبات جديدة. لا تخلون التاريخ يكتب عنكم انكم اضعتوا فرصة اخرى. كونوا قد المقام، وقد القسم، وقد الناس اللي وثقت بيكم. واخيرا، تذكروا ان المناصب تروح وتبقى الخواتيم. والخاتمة الحلوة هي اللي تخلي الشعب يدعي الكم، مو يدعي عليكم. وانتم اليوم قادرين تصنعون هاي الخاتمة، اذا اردتم، واذا حطيتوا العراق قدام مصالحكم.والعراق يستاهل… والله يستاهل كل الخير