نجح طالبان من الإمارات والسعودية في تحويل إعاقتيهما، البصرية والحركية، إلى نقطة انطلاق نحو التميز، ليصبحا نموذجاً حياً لقدرة الشباب العربي على اقتحام عالم الأمن السيبراني، وبناء مستقبل مهني قائم على المعرفة والمهارات الرقمية المتقدمة.

وقالا لـ«الإمارات اليوم» على هامش قمة المعرفة 2025 إنهما تمكّنا، من خلال التحاقهما بأكاديمية مهارات المستقبل، من دراسة تخصصات رقمية واكتساب مهارات متنوّعة أسهمت في تعزيز قدراتهما التقنية، ومكّنتهما من تجاوز التحديات وتحويلها إلى فرص حقيقية للابتكار والإبداع في مجالات التكنولوجيا الحديثة.

وتفصيلاً، استطاع الطالب لؤي شريف، وهو في عمر الـ17، أن يتحدى إعاقته البصرية وينخرط في مجال الأمن السيبراني من خلال أكاديمية مهارات المستقبل التي تعمل بالشراكة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث بدأ رحلته بالحصول على الشهادة الاحترافية للأمن السيبراني من «غوغل» عبر منصة كورسيرا في أبريل 2025.

وقال: «هذه الخطوة كانت نقطة التحول في حياتي، إذ منحتني خطة واضحة لمدة سنة إلى سنة ونصف السنة قبل التخرج من الثانوية، لأحقق حلمي بأن أصبح أحد مهندسي الأمن السيبراني، وأستعد لنشر أول ورقة بحثية لي في مجال الهندسة الاجتماعية».

وأوضح أن ما شجعه على الانضمام إلى الأكاديمية هو تكافؤ الفرص والشمولية في البرامج المقدمة لجميع الفئات، مشيراً إلى أن دعم والدته وتخصيصها وقتاً يومياً للتعلم كان سبباً أساسياً في تقدمه وتميّزه.

ويطمح لؤي إلى الالتحاق بجامعة نيويورك لدراسة علوم الحاسوب، والتخصص في تقاطع الذكاء الاصطناعي مع الأمن السيبراني لجعل العالم الرقمي «أكثر أماناً وترحيباً بالمستخدمين».

أما الشاب السعودي حيدر يوسف، فاختار أن يحوّل إعاقته الحركية إلى دافع إضافي لصناعة نجاح مختلف، حيث درس مسارات الأمن السيبراني، إلى جانب Android Developer في الأكاديمية، لينطلق بعدها نحو تأسيس شركته الخاصة في تطوير التطبيقات.

وقال: «البرامج ساعدتني على تطوير مهاراتي في الأمن السيبراني والبرمجة. وعلى الرغم من إعاقتي الحركية، فلم أتوقف، بل كانت دافعاً للاستمرار وتحدي الصعوبات». وأضاف: «اركز على توسيع شركتي مستقبلاً والمشاركة في مشاريع كبرى تجمع بين البرمجة والأمن السيبراني»، مؤكداً أن «الأكاديمية فتحت أمامي أبواباً جديدة ومنحتني الثقة لبناء مسار مهني قوي»، موضحاً أن «الإعاقة ليست حاجزاً.. بل يمكن أن تكون نقطة انطلاق لمن يملك الإرادة».

تعكس قصتا لؤي وحيدر أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل بداية لقصة نجاح تُكتب بالإصرار والتعلم والمهارات الرقمية، فكل منهما أثبت أن الأمن السيبراني ليس مجالاً تقنياً فحسب، بل مساحة واسعة يمكن للشغوفين مهما كانت تحدياتهم أن يثبتوا فيها قدرتهم على الابتكار وصناعة أثر حقيقي في مستقبل العالم الرقمي.

 

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

المصدر: الإمارات اليوم

شاركها.