كتب : محمد القرش


05:26 ص


22/11/2025

في عالم كرة القدم، ليس النجاح مجرد موهبة فطرية، بل هو رحلة طويلة من التحديات والخيبات والانتصارات الصغيرة التي تصنع الأساطير، بعض اللاعبين يقابلون الانتقادات القاسية، الإصابات المرهقة، والشكوك حول إمكاناتهم، لكنهم يثبتون أن الصبر والإصرار يمكن أن يحولوا كل عقبة إلى محطة جديدة نحو المجد.

ويسلط “مصراوي”، الضوء على قصص ملهمة لخمسة نجوم عالميين: ديفيد بيكهام، جرانيت تشاكا، تياجو سيلفا، جاريث بيل، وهاري كين، الذين تجاوزوا العقبات الكبيرة ليصبحوا رموزًا في عالم كرة القدم، ويقدمون دروسًا لا تُنسى في المثابرة والإيمان بالذات.

ديفيد بيكهام: من لحظة الحزن إلى بطولات مانشستر يونايتد

على الرغم من الجدل الكبير الذي صاحب مشاركته في كأس العالم 1998، لم يكن هناك لاعب إنجليزي تعرض لانتقادات أشد من ديفيد بيكهام بعد خروج إنجلترا المبكر، فقد عبرت دمية معلقة خارج إحدى الحانات في لندن عن غضب الجماهير، حيث اعتُبر بيكهام المسؤول الأول عن الخروج المبكر.

لكن الانتقال السريع إلى موسم 1999، شهد عودة بيكهام بقوة مع مانشستر يونايتد، محققًا الثلاثية التاريخية ومساهمًا بشكل كبير في الانتصار على بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا. كما ساعدت ركلته الحرة الشهيرة ضد اليونان على تأمين تأهل إنجلترا لكأس العالم 2002، لتخفف من التوترات بينه وبين جماهير بلاده.

جرانيت تشاكا: رحلة من الانتقاد إلى القيادة

مسيرة جرانيت تشاكا مع أرسنال استمرت سبع سنوات مليئة بالتقلبات، بينما كان يحزم حقائبه للانتقال إلى باير ليفركوزن، ظهرت الصورة الإيجابية لمسيرته بعد موسم غير متوقع فاز فيه الفريق باللقب.

تعرض اللاعب السويسري لانتقادات حادة، أبرزها عندما تم استهجانه من الجماهير في 2019 بعد مشاداته داخل الملعب، لكنه سرعان ما أصبح جزءًا أساسيًا من حملة أرسنال نحو لقب الدوري تحت قيادة ميكيل أرتيتا، محققًا احترام زملائه ومشجعي الفريق، وتحول من كبش فداء إلى قائد محبوب.

تياجو سيلفا: تحدٍ مع مرض مهدد للاعتزال

كاد تياجو سيلفا، مدافع تشيلسي البرازيلي، أن يعتزل كرة القدم في سن العشرين بعد تشخيص إصابته بالسل أثناء فترة وجوده مع دينامو موسكو، قضى 24 أسبوعًا في المستشفى قبل أن يقنعته والدته بالعودة للملعب.

سيلفا، الذي لعب 685 مباراة في مسيرته، أصبح أحد أعظم المدافعين البرازيليين، وساهم بشكل حاسم في فوز تشيلسي غير المتوقع بدوري أبطال أوروبا موسم 2020/2021. الآن، وهو في التاسعة والثلاثين، يقترب من الاعتزال، لكن تأثير والدته على قراره سيكون بلا شك حاضرًا كما كان في شبابه.

جاريث بيل: من الإحباط إلى أسطورة الأجنحة

واجه جاريث بيل بداية صعبة مع توتنهام، حيث فشل في تحقيق أي انتصار خلال مبارياته الأربع والعشرين الأولى، ورغم شائعات الرحيل وصفقات التبادل المحتملة، أصر النادي على الاحتفاظ به.

وبعد سنوات من الصبر، تحول بيل إلى أحد أفضل الأجنحة في كرة القدم الحديثة، وحقق نجاحات كبيرة مع ريال مدريد، بما في ذلك خمس بطولات دوري أبطال أوروبا، ليصبح مثالًا على الصبر والإيمان بالمواهب رغم البداية الصعبة.

هاري كين: من إعارات مخيبة للآمال إلى هداف إنجلترا

قد يصعب تخيل توتنهام يبيع هاري كين في بداياته، لكنه واجه شكوكًا كبيرة حول قدراته، بعد فشله في اقتحام الفريق الأول، تم إعارته لعدة أندية، بما في ذلك ليستر سيتي ونورويتش، وكان قريبًا من البيع مقابل 600 ألف جنيه إسترليني فقط.

لكن كين أثبت نفسه، وارتفعت قيمته عشرة أضعاف بعد سنوات من الإصرار والمثابرة، ليصبح هداف إنجلترا قبل الانتقال لتحدٍ جديد مع بايرن ميونيخ، في قصة نجاح من الصبر والعمل الجاد.

شاركها.