أكدت الممثلة المغربية جميلة الهوني، أنها حصلت مؤخرا على الجنسية الفرنسية، موضحة أن هذا القرار جاء نتيجة طلب إداري طبيعي بحكم أن زوجها يحمل الجنسية الفرنسية وينحدر من أصول مغربية.
وشددت الهوني، على أن هذا المستجد “لا يغير شيئا في جذوري ولا في انتمائي”، معتبرة أن حصولها على جنسية ثانية لا يعني التخلي عن بلدها أو عن معطياتها الشخصية، بل هو إجراء عائلي وقانوني لا أكثر.
وقالت الهوني في تصريح لـ”العمق”، إنها لا تفكر مطلقا في مغادرة المغرب، مشيرة إلى أن الاستقرار في فرنسا ليس واردا في الوقت الحالي، وأن حياتها المهنية والشخصية تظل مرتبطة بالمغرب حيث تجد جمهورها وبيئتها الفنية.
وعلقت الهوني على غيابها عن الأعمال التلفزيونية خلال الموسم الدرامي لسنة 2025، مؤكدة أن القرار كان اختياريا بسبب رغبتها في العودة القوية إلى المسرح، الذي تعتبره “أبو الفنون” والمساحة الأقرب إلى روحها الفنية.
وأوضحت الممثلة المغربية، أنها اختارت التفرغ للعروض المسرحية التي تشارك فيها هذا العام، ما جعلها تبتعد مؤقتا عن الدراما والكوميديا التلفزيونية.
وشاركت الهوني، خلال السنة الجارية في ثلاثة أعمال مسرحية، من ضمنها مونودرام جديد بعنوان “ضريبة العشق”، الذي سيقدم عرضه الافتتاحي في فاتح دجنبر القادم بمسرح محمد الخامس بالرباط، وهو عمل يقوم على أداء منفرد، حيث تتحمل الممثلة وحدها قيادة السرد والحوار وتصوير الحالة الدرامية الكاملة، وهو صنف يتطلب جهدا مضاعفا وقدرات عالية على التحكم في الإيقاع، الصوت، والحركة لضمان تفاعل الجمهور دون فجوات.
وإلى جانب المونودرام، أطلت جميلة الهوني على جمهور المسرح من خلال عملين آخرين هما “عرس الدم” و”مساك”، اللذان يقدمان مزيجا مختلفا من الرؤى الفنية.
وشاركت الهوني في مسرحية “عرس الدم” إلى جانب قدس جندل ومنصف قبري، وهي نسخة جديدة مستوحاة من العمل العالمي للشاعر الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا، حيث أعاد المخرج ياسين أحجام صياغة النص برؤية معاصرة، تحافظ في الوقت نفسه على الجوهر الإنساني للنص الأصلي وتفتحه على الثقافة المغربية.
وتناقش المسرحية ثنائية الحرية مقابل القيود الاجتماعية، وتطرح أسئلة وجودية حول الاختيارات الفردية، الذاكرة الجماعية، وصراع الإنسان مع قدره، إذ أكد صناع العمل أن الهدف ليس مجرد تقديم اقتباس كلاسيكي، بل إعادة قراءة نص عالمي من منظور محلي يمنحه عمقا جديدا.
أما المسرحية الثانية، “مساك”، فتقدمها فرقة “كورسين” للمسرح، وتجمع الهوني بالممثلة حسناء الطمطاوي، وهي عمل مأخوذ عن نص للكاتبة الأمريكية مارشا نورمان بعنوان “Night Mother”، وهو نص حائز على جائزة “بوليتزر” يستكشف واحدة من أعقد العلاقات الإنسانية وهي علاقة الأم بابنتها.
وتدور الأحداث داخل منزل واحد وفي ليلة واحدة، حين تبلغ الشابة “نجاة” والدتها “خديجة” بقرارها وضع حد لحياتها قبل الصباح، ومن خلال حوار طويل ومشحون، تكشف المسرحية طبقات من الألم، العزلة، الإحباط، والضغط النفسي، إضافة إلى معاناة البطلة مع الصرع وفشل علاقاتها الشخصية.
وتوضح الهوني، أن العمل يفتح نقاشا حول قضايا غالبا ما يتم تجاهلها: الاكتئاب، هشاشة التواصل داخل الأسرة، الوحدة، والبحث عن معنى للحياة، معتبرة أن المسرحية ليست مجرد صراع بين شخصيتين، بل مرآة لما يعانيه الكثيرون في صمت.
يشار إلى أن جميلة الهوني أطلت في رمضان 2024 على الجمهور المغربي من خلال المسلسل الدرامي الاجتماعي “بنات الحديد”، في دور شخصية مركبة تدعى خديجة وهي زوجة الممثل عبد الإله عاجل الذي أدى دور رجل أعمال ثري يحمل اسم “التهامي”.
وتناول مسلسل “بنت الحديد” في قالب درامي اجتماعي قصة فتاة تؤدي بطولتها فاطمة الزهراء بناصر تمتهن مهنة والدها في “لافيراي” وتواجه مجموعة من الصعاب التي تفرضها عليها الحياة.
“بنت الحديد” دراما اجتماعية تتكون من 30 حلقة من كتابة السيناريست المغربية فاتن اليوسفي وإخراج علاء أكعبون وتكفلت بتنفيذ إنتاجه شركة كونكسيون ميديا.
وشارك في بطولة العمل الذي تم تصويره في نواحي مدينة الدار البيضاء عدد من الوجوه الفنية المعروفة أبرزهم، فاطمة الزهراء بناصر، أمين الناجي، سلوى زرهان، جميلة الهوني، عادل أبا تراب، ابتسام لعروسي وآخرين.
المصدر: العمق المغربي
