كشف السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر، حاييم كورين، اليوم الجمعة، أن قادة الحركة الإسلامية في السودان طلبت قبل عامين من تل أبيب بشكل صريح تسليحها، قائلة: “إذا لم تساعدونا سنذهب إلى الشيطان”.

وعندما رفضت تل أبيب، نفذت قوات بورتسودان تهديدها حرفيا، فجددت علاقاتها مع طهران في اليوم التالي مباشرة لهجوم السابع من أكتوبر 2023، وفق قوله.

وأضاف كورين في تصريح نقلته صحيفة “واشنطن تايمز” أن “تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان لم يكن أبدا مجرد خطوة رمزية، بل كان قرارا استراتيجيا بالغ الأهمية، لأن السودان يقع على بوابة أفريقيا ويسيطر على ممر حيوي لتهريب الأسلحة والتجارة”.

وتابع السفير الإسرائيلي: “طلب منا رجال البرهان مرارًا وتكرارًا أسلحة، وقالوا: إن لم تساعدونا، فسنذهب إلى الشيطان”، مستطردا “عندما رفضنا، جددوا علاقاتهم مع إيران حرفيًا بعد يوم واحد من 7 أكتوبر. وما تلا ذلك لم يكن شحنة واحدة، بل استراتيجية استغلتها إيران متعمدة لترسيخ وجودها في البحر الأحمر”.

ويبلغ طول الساحل السوداني 530 ميلًا الذي أصبح الآن ملاذا آمنا لإيران بعيدا عن الضغط البحري الأمريكي والإسرائيلي، ما يفتح ممرًا بديلًا لنقل الأسلحة ويعزز قدرات ميليشيا الحوثي في حملتهم البحرية ضد الملاحة الدولية.

قاعدة للنفوذ الإيراني
ولم يبد مراقبون أي استغراب من تصريحات كورين، مشيرين إلى أن رفض إسرائيل تسليح قوات بورتسودان دفعها فورًا إلى أحضان طهران، فتحول السودان مجددا إلى قاعدة متقدمة للنفوذ الإيراني على أهم ممرات العالم.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن بهنام بن طالبلو، المتخصص في الشؤون الإيرانية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله “إن طهران تضاعف جهودها مع الحوثيين فيما تعمل على إعادة بناء العلاقات في أفريقيا، حيث يبرز السودان كجزء رئيس من هذه الشبكة”.

وفي هذا الإطار أيضا، حذر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي من أن السودان قد يصبح مرة أخرى نقطة عبور لنقل الأسلحة الإيرانية إلى حماس وميليشيا حزب الله.

وخلال التسعينيات والعقد الأول من الألفية الجديدة، كانت العلاقات بين إيران والسودان قوية تحت حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، فقد استخدم السودان كوسيط لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى غزة والجماعات المسلحة في المنطقة.

وانقطعت هذه العلاقات في 2016 لتعود مجددا بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، مباشرة، كما أشار كورين، لتعزيز نفوذ طهران في القرن الأفريقي والبحر الأحمر.

الدعم العسكري المباشر
ووفق تقارير مراكز الدراسات، زودت إيران قوات بورتسودان، منذ ديسمبر 2023، بطائرات دون طيار متقدمة مثل Mohajer6 (للاستطلاع والقتال، تحمل 150 كجم من الذخيرة) وAbabil3 (منخفضة التكلفة، تستخدم في الهجمات الانتحارية).

كما سجلت رحلات شحن عسكرية أسبوعية من إيران إلى بورتسودان بين ديسمبر 2023 ويوليو 2024، ما ساعد قوات الحركة الإسلامية في تأجيج عمليات الاقتتال بالبلاد.

شاركها.