أمد/ لم يكن مؤتمر واشنطن مجرد تجمع سياسي بل هو عرضَ عميقاً للقدرات البشرية والتخصصية الهائلة للمقاومة الإيرانية أمام أنظار العالم.. وإن الحضور المذهل لأكثر من 1000 من المتخصصين والنخب والشباب والنساء الإيرانيين في عاصمة الولايات المتحدة قد حمل رسالة واضحة وحاسمة مفادها: أن البديل الديمقراطي للمجلس الوطني للمقاومة لا يحظى بالدعم السياسي فحسب بل يتمتع أيضاً بسند علمي وتخصصي هائل لإعادة بناء إيران المستقبل.. لقد عرض هذا التجمع المهيب صورة حقيقية لـ “إيران الغد”؛ إيران التي فيها ستحل ة والمعرفة وطاقة الشباب محل جهل وخرافات نظام الملالي.

إجماع غير مسبوق لشخصيات دولية بارزة

اكتسبت الأبعاد السياسية لهذا المؤتمر وزناً مضاعفاً بحضور شخصيات عالمية رفيعة المستوى، وقد كانت خطابات مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وجون بيركو الرئيس السابق للبرلمان البريطاني، وباتريك كينيدي جنباً إلى جنب تشير إلى تشكيل جبهة دولية قوية ضد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، وقد أصبح هذه الشخصيات بتأكيدها على إنهاء سياسة الاسترضاء صوتاً عالياً للشعب الذي يصرخ مطالباً بالحرية في شوارع إيران.

وفي نفس السياق فإن الحضور المتزامن لشخصيات بارزة من جانبي المحيط الأطلسي قد عمّق العزلة الدبلوماسية للنظام وأعطى لحراك المقاومة الإيرانية ورؤيتها كطرف وحيد مقتدر وموثوق به في التطورات المستقبلية بعدا دوليا واسعا.

خارطة طريق الحرية في خطاب السيدة مريم رجوي

في صميم هذا الحدث الكبير رسمت رسالة السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمقاومة خارطة طريق واضحة للعبور من مرحلة الدكتاتورية المُشينة إلى عصر الحرية من خلال شرحها للوضع المتفجر في المجتمع الإيراني والمآزق المستعصية التي يواجهها النظام، وقد أكدت أن عهد بقاء هذا النظام قد انتهى، وأنه على العالم أن يعترف بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه وإسقاط هذا النظام برمته، وذكّرت السيدة رجوي بالشعار الوطني “لا للشاه ولا للشيخ”، وأبرزت حالة الفصل الحاسم للإيرانيين بين أي دكتاتورية سابقة أو حالية وموقفهم من أي نهج دكتاتوري، وحذّرت من أن أي خطة تُبنى على أسس واهية لبقايا النظام السابق أو أجنحة داخل النظام محكومٌ عليها بالفشل، وقد قدمت برنامج المجلس الوطني للمقاومة المؤلف من عشر نقاط كـ “ميثاق حرية إيران الغد”؛ وهو برنامج يؤسس لقيام جمهورية ديمقراطية، فصل الدين عن السلطة، المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، وإلغاء عقوبة الإعدام، ويُعتبر الضمان الوحيد لإيران حرة ومزدهرة، وقد كان الاستقبال الحماسي للحضور لخطاباتها بمثابة تأكيد على قيادتها المؤهلة في هذا العصر العاصف.

تألق النخب العلمية.. حضور البروفيسور قريب

من أبرز جوانب هذا المؤتمر التي أبرزت أبعاد عظمته كان حضور علماء ومخترعين إيرانيين مشهورين، وقد أظهروا للعالم المصداقية العلمية لهذه الحركة، وإن حضور البروفيسور قريب الذي سجل حوالي 170 اختراعاً عالمياً قد كان رمزاً للإمكانات الهائلة للنخب الإيرانية التي تتوق إلى حرية الوطن، وعندما تقف مثل هذه الشخصيات البارزة إلى جانب المقاومة تصبح ادعاءات النظام حول عدم وجود بديل فارغة لا معنى لها، وأظهر هذا الحضور أن المتخصصين الإيرانيين مستعدون لتكريس علمهم وخبراتهم ليس لخدمة الاستبداد بل لبناء إيران حرة وديمقراطية.

آفاق النصر ودور وحدات المقاومة

إن عظمة وأبعاد مؤتمر واشنطن هي انعكاس لقوة منظمة متجذرة في أعماق المجتمع الإيراني، وإن الجمع بين طاقة الشباب المنتفض وحكمة ومعرفة المتخصصين هو معادلة النصر النهائي في ظل الظروف التي يواجه فيها نظام الملالي مأزقاً اقتصادياً وسياسياً كاملاً ويلجأ إلى الإعدامات وإشعال الحروب من أجل بقائه، ولقد كان هذا التجمع نذيراً بنهاية ليل الاستبداد المظلم.. كما أن التضامن الدولي الذي تجلى في هذا المؤتمر إلى جانب الإرادة الفولاذية لوحدات المقاومة داخل البلاد يبشر ببزوغ فجر الحرية في هذه الفترة المصيرية، وأن المقاومة المنظمة بقيادة السيدة مريم رجوي بامتلاكها استراتيجية واضحة ودعم النخب والجماهير معاً هي القوة الوحيدة القادرة على قيادة سفينة إيران التي تعصف بها العواصف إلى شاطئ الديمقراطية والتقدم الآمن.

شاركها.