
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن أكثر من 100 ألف شخص نزح من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور والمناطق المحيطة بها في السودان منذ نهاية أكتوبر، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
الخرطوم _ التغيير
وأشار المكتب في بيان، الجمعة، إلى أن الأوضاع في شمال دارفور مزرية، حيث فرّ أكثر من 100 ألف شخص من الفاشر والمناطق المحيطة بها منذ نهاية أكتوبر، عندما سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة.
كما لفتت إلى أن النازحين من الفاشر وصلوا إلى مساكن مؤقتة حيث الظروف مزرية والاحتياجات هائلة، مضيفة أن الأطفال الواصلين من هذه المدينة يعانون من سوء التغذية الحاد.
من جهتها، أوضحت المنظمة الدولية للهجرة، بأن تصاعد القتال في منطقة كردفان بات يجبر العائلات على النزوح من منازلها، إذ نزح أكثر من 600 شخص من قريتين في ولايتي شمال وجنوب كردفان في 18 نوفمبر.
قيود صارمة
جاء هذا بعدما أعلنت هيئتان حقوقيتان أن شخصيات قانونية أبدت استعدادا لتقديم المساعدة والدعم إلى “ضحايا الانتهاكات التي ارتُكبت في الفاشر” بولاية شمال دارفور، غرب السودان، لملاحقة الجناة دوليًا.
وقالت “المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات” و”هيئة محامي دارفور”، في بيان مشترك، “هناك أنظمة قضائية عالمية تعمل بنظام مبدأ الولاية القضائية الممتدة، ويمكن من خلالها ملاحقة مرتكبي جرائم الفاشر، حيث أبدت شخصيات قانونية معتبرة استعدادها لتقديم العون القانوني لأسر الضحايا”، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
كما أشارتا إلى أن الاستفادة من العون القانوني تتطلب إعداد ملفات لقضايا ببينات مبدئية كافية، تصلح لمباشرة إجراءات المقاضاة بالدول التي تعمل بأنظمة الولاية القضائية الممتدة. ودعتا في بيان مشترك أسر ضحايا الفاشر إلى التواصل مع المجموعة والهيئة للحصول على المشورة القانونية حول كيفية حفظ الأدلة والشهادات المتعلقة بالانتهاكات التي تعرضوا لها.
زيادة عدد النازحين
وكان مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أعلن في 3 نوفمبر الحالي أنه اتخذ خطوات بشأن جمع الأدلة في الجرائم المزعومة في الفاشر لاستخدامها في الملاحقة القضائية المستقبلية.
في حين أكدت منظمة الهجرة الدولية، الأسبوع الماضي أن إجمالي عدد النازحين من مدينة الفاشر والقرى المحيطة بها في ولاية شمال دارفور، تخطى 99 ألفا منذ 26 أكتوبر الماضي، إثر سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة عقب حصار استمر نحو 500 يوم، وانسحاب قوات الجيش.
بدوره، شدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، في تصريحات خاصة للعربية/الحدث، أمس الأحد على أن أهالي الفاشر فرّوا هرباً من العنف والانتهاكات في المنطقة. وأكد المسؤول الأممي أن النساء استُخدمن كأداة للحرب في السودان، محذراً من تفاقم الوضع الإنساني إذا استمرت الاعتداءات بحق المدنيين دون توقف.
يشار إلى أن قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو الملقب بـ “حميدتي” كان أشار في 29 أكتوبر الماضي إلى حدوث “تجاوزات” في الفاشر، مؤكداً تشكيل لجان تحقيق.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر “قوات الدعم السريع” حالياً على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم.
المصدر: صحيفة التغيير
