قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن حياة الإنسان تسير في مسارين متلازمين لا ينفصلان: «إما منحة وإما محنة»، مُشيرًا إلى أن هذا المعنى يتجلى بوضوح في قصص الأنبياء الواردة في سورة الأنبياء.

الابتلاءات مراحل مؤقتة يعقبها فرج

وأكد «عبد المعز» تقديمه برنامج لعلهم يفقهون على «dmc»، أن الله يعلّم الإنسان من خلال هذه القصص أن الابتلاءات ليست سوى مراحل مؤقتة يعقبها فرج، وأن العطايا الإلهية تأتي أيضًا لتزيد من شكر العبد وصلته بربه.

واستدل بآيات قرآنية، تدل على أن الأنبياء تعرضوا لمحن شديدة فنجّاهم الله منها برحمته، مثل سيدنا لوط الذي قال الله عنه: «ووَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ»، وسيدنا نوح الذي استجاب الله دعاءه فنجّاه وأهله من «الكرب العظيم».

 البلاء مهما عظم فله نهاية

وأكد أن هذه الأمثلة تعطي درسًا واضحًا بأن البلاء مهما عظم فله نهاية، وأن النجاة بيد الله وحده، مشيرًا إلى الجانب الآخر من المعادلة، وهو المنح الإلهية والعطايا التي يمن الله بها على عباده، مُستشهدًا بما آتاه الله لسيدنا موسى وهارون من «الفرقان»، وما منح داوود وسليمان من «حكم وعلم».

وتابع: «الناس بطبيعتهم يفرحون بالدعاء بالرزق والمنح، كما يفرحون بالدعاء بصرف المكروه ودفع الشر عنهم، وهو ما يشكّل صورة الحياة اليومية للإنسان بين رغبتين متوازيتين: طلب الخير وطلب السلامة.

وكشف عن أن مفتاح تحقيق هذه المعادلة الجميلة هو ما وصف الله به الأنبياء في سورة الأنبياء: «إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ».

فعل الخير من أعظم الأعمال التي يحبها الله

قال الدكتور رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي إن فعل الخير من أعظم الأعمال التي يحبها الله جل جلاله، مؤكدًا أن المسارعة في الخيرات باب واسع للرحمة والقبول، وأن العبد لا ينبغي أن يتوقف عن فعل المعروف مهما كان صغيرًا أو بسيطًا.

أفاد عبد المعز، بأن الجزاء الحقيقي يأتي من الله وحده، وأن من يعمل الخير لله لا ينتظر شكرًا من أحد، بل ينتظر ثوابه من الكريم الذي لا تضيع عنده الأعمال.

الإخلاص في العمل

وأكد أهمية الإخلاص في كل معروف يُقدّمه الإنسان، مُستشهدًا بقوله تعالى: «إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ» وقال إن الخير ينبغي أن يُفعل في كل مكان ومع كل شخص، سواء كان من أهله أو لم يكن، لأن الفاعل نفسه يصبح من أهل المعروف إذا أخلص قصده لله، والله وحده من يكافئه.

والمح إلى أن كل معروف يُقدَّم لوجه الله يُعد صدقة، وأن الله يتقبله ويضاعفه حتى يجد العبد يوم القيامة أجورًا عظيمة على أعمال قد تبدو له بسيطة في الدنيا.

قصص ملهمة

ولفت إلى نماذج نبوية توضّح عظمة الجزاء على أصغر الأعمال، ومنها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»، وقصة الرجل الذي سقى كلبًا يلهث من العطش، فشكر الله له وغفر له وأدخله الجنة.

قاعدة إلهية كبرى

وألمح إلى أن هذه القصص ترسّخ قاعدة إلهية كبرى، أن الله ينظر إلى صدق العمل لا إلى حجمه، مؤكدًا على أن كل خير يزرعه الإنسان سيعود إليه مهما طال الزمن، مستشهدًا بقوله تعالى: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ»، وبالبيت الشعري الذي يعبّر عن المعنى نفسه: «ازرع جميلًا ولو في غير موضعه.. فلن يضيع جميلٌ حيثما زُرع».

أحبّ الأعمال إلى الله

وذكر أن فعل الخير، صغيرًا كان أو كبيرًا، هو من أحبّ الأعمال إلى الله، داعيًا الناس إلى المسارعة إليه دون التفات لردود أفعال الآخرين، لأن القبول والثواب من عند الله وحده.

شاركها.