
مرتضى الغالي
لن نترك أقلام الضلال بالخارج وأقلام الداخل المأجورة تكذب على الناس وتمارس البلبلة وتمويه الحقائق عبر حملات محددة الأدوار (مدفوعة الثمن) تخرج (من مصدر واحد) ويتم توزيع الأوامر والتعليمات على بعض الصحفيين والإعلاميين من عشاق المظاريف المنتفخة ومشتركي حسابات (بنكك)..!
يتم ذلك في وقت يموت فيه الناس كل يوم بواسطة جهلة يمسكون بالسلاح ويسفكون الدماء على أنغام هذه الأبواق التي تنشر الزيف والتزييف والتضليل..وتواصل التحريض على استمرار الحرب والخراب..!
وليس أدل على هذه الحملات المنظّمة المأجورة من الحملة القائمة الآن ضد إعلامي قناة الجزيرة (أحمد طه) واتهامه بعدم العدالة بين مندوبي الكيزان والبرهان وبين الأحرار المناهضين للحرب..!
هل من باب المصادفة أن تتفق عبارات زيد وعبيد والذباب الاليكتروني إلى حد المطابقة وفي توقيت ولحد في مهاجمة أحمد طه وفي الدفاع عن إبراهيم الأمين الذي أصبح بين عشية وضحاها من بين ضاربي دلوكة الحرب…؟!
كل شخص يريد أن يعرف موقفه بين الحق والباطل عليه أن (يتحسّس رأسه بقوة) عندما يدافع عنه إعلام الكيزان..! وإذا لم يخدم إبراهيم الأمين بموقفه هذا الكيزان لما هلّلوا له..ولو جاء على (صهوة فرس أبلق)..!
من بين هذه الأبواق كاتب الشرق الأوسط “عثمان ميرغني” الذي أعلن عن معارضته للهدنة في آخر مقال له، رصف فيه جملة من الأكاذيب والمعلومات المغلوطة والمُغرضة..وكثير منها وليدة جهله بأحوال وأوضاع السودان..وهو معروف بمناصرته لانقلاب البرهان وحرب الكيزان..!
و(لو تصدّق) كان مقاله الأخير عن (محاذير الهدنة)…!!
انظر وتأمل: الرجل لا يتحّدث عن (محاذير الحرب) بل عن (محاذير الهدنة)..! فهو من بين الخائفين من إقرار الهدنة وإنهاء الحرب..!
وقد صدَق مع نفسه..فهو (ومعه صحفيون من شاكلته) يتخوّفون من وقف الحرب إلى درجة الرعب..! ماذا يفعلون بالسلام مع (انقطاع الوارد وجفاف الموارد وانكماش العوائد وتقليص الفوائد وغياب عطارد)..؟!
خرج هذا الرجل من غرفته بالخارج للتباكي على الفاشر..وعلمه بها لا يزيد عن معرفة رعاة الاسكيمو باللغة الهيروغليفية..!
عاد لاكتشافه الخطير وخلاصته ( تحديد الشروط والأهداف يجب أن يتم قبل وقف الحرب) وليس العكس..!
يقول (السودان لا يحتمل تكرار تجارب المفاوضات والاتفاقات التي تعيد ظاهرة الجيوش الرديفة وإنتاج الميليشيات من خلال المكافآت بالمناصب والمكاسب)…!
بالله عليك ألا ينطبق هذا الكلام حرفياً على انقلاب البرهان الذي تمت على يديه صناعة ما ينيف على (مائة ميليشيا) منها واحدة موّلتها ودرّبتها وسلّحتها (دولة صديقة)…؟!
هذا هو الصديق الجاهل: يريد إعانة صاحبه..فإذا به يكشف عورته…وفرانكلين روزفلت يقول إن الأصدقاء الجهلاء أسوأ بكثير من الأشرار العقلاء..!
هذا الصحفي يقول إن “الحرية التغيير” هي التي أشعلت الحرب..طيّب لماذا تتمسكون بمواصلة حرب أشعلتها الحرية والتغيير..؟!
نقدم لكاتب الشرق الأوسط محامي الانقلاب وعاشق (حكومة الأمل) أربع هدايا مجّانية:
الأولى: طالب البرهان الأسرة الدولية بإدانة انتهاكات الفاشر والغزو الأجنبي واعتبار الدعم السريع منظمة إرهابية…و…و….وعندما وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تكوين لجنة تحقيق أممية لتقصي الحقائق في أحداث الفاشر قالت حكومة بورتسودان إنها لن تسمح مُطلقاً بدخول اللجنة للسودان..!
الثانية: سفير السودان في رواندا خالد موسى دفع الله ترأس ندوةً للسفارة في كيغالي دعا المتحدث فيها إلى قطع رأس البرهان بالسيف..!
الثالثة: الحاج آدم يوسف: الزعيم الإخواني المعروف قال في القنوات الفضائية العالمية ما يلي: (نحن كحزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ضد وقف إطلاق النار وضد الهدنة وضد إيقاف الحرب وغير ملتزمين برأي البرهان حتى لو وافق على ذلك)..!
الرابعة (أو الرباعية): وزير الدفاع الحالي لحكومة بورتسودان (حسن داوود كبرون) قدّم استقالته على خلفية اختفاء (مبالغ مالية ضخمة جداً) خلال فترة وزير الدفاع السابق..وهي أموال خصصها الاتفاق الإطاري لدمج قوات الدعم السريع وقوات أخرى في الجيش.!.تم فتح بلاغ ضد الوزير السابق فقامت جهات نافذة عليا بحفظ البلاغ…صدر بيان من القيادة العامة بقبول استقالة الوزير..ولكن تم سحبه بعد ساعات قليلة…الآن الوساطات (تقوم وتقعد) لإقناع الوزير بالبقاء حتى لا تفوح الفضيحة لأن (رءوس كبيرة خالص) في سلطة البرهان لها علاقة باختفاء هذه الأموال…!
في زمن الحرب يسرق نظام قائد الجيش أموال السلام…!!
هل رأيت هذه (الراكوبة) التي تقف تحتها مؤيداً لانقلاب البرهان الذي تعتبره بطلك القومي..؟ الله لا كسّبكم..!
* اعتذر عن غيابي لأيام قادمات بسبب السفر لتفقّد أشقاء وشقيقات وأهل بعثرتهم هذه الحرب الفاجرة في أصقاع الدنيا كما فعلت بجموع شعبنا الطيّب الكريم ..لا للحرب..لا ..للحرب لا للحرب..وعاشت ثورة ديسمبر العظمى والمجد والخلود لشهدائها الأبرار الكرام..زهور ربيع السودان الآتي..!
المصدر: صحيفة التغيير
