استعرض خبراء في جلسات رئيسة لليوم الثاني، خلال منتدى دبي للمستقبل 2025، في متحف المستقبل بدبي، رؤاهم بأن تصميم مدن ومجتمعات المستقبل الذكية سيستفيد من التطور الهائل في التقنيات والتكامل المتنامي بين مختلف العلوم والتخصصات، لصناعة فرص مستقبلية نوعية في قطاعات حيوية قائمة وجديدة كلياً، وأشاروا إلى أن مدن المستقبل ستضم مجتمعات حضرية متصلة واقتصادات ذكية تشاركية، مؤكدين أن دبي ستبقى وجهة عالمية مفضلة للعيش والعمل وجودة الحياة.

وأكد مدير عام بلدية دبي، المهندس مروان بن غليطة، أن دبي باتت اليوم نموذجاً عالمياً لمدينة متكاملة تضع الإنسان في قلب التخطيط الحضري، مشيراً إلى أن مفهوم «مدينة الـ20 دقيقة» للوصول إلى الاحتياجات والخدمات الأساسية سيراً على الأقدام، تحوّل في بعض المناطق إلى خمس دقائق، بفضل تكامل الجهات الحكومية واعتماد التقنيات الحديثة التي سهّلت وصول السكان إلى خدماتهم اليومية بسرعة وكفاءة، وقدّم خلال جلسة رئيسة في منتدى دبي للمستقبل 2025 بعنوان «مستقبل المدن: ما هو نموذج دبي؟»، رؤية شاملة حول «نموذج دبي» في بناء المدن المستقبلية، مؤكداً أن سر تميز الإمارة يكمن في قدرتها المستمرة على التجديد، ورصد الإشارات المبكرة، وتحويل التحديات إلى فرص حقيقية.

وأشار بن غليطة إلى أن روح المدينة في دبي تتجسد في التجربة اليومية للقاطن والزائر، حيث تُسهم جودة الخدمات وسهولة التنقل، وتنوع الخيارات في تشكيل انطباع دائم يجعلها مدينة ذات ذكرى جميلة لكل من يمر بها.

وأوضح أن البلدية تعتمد بشكل كبير على ملاحظات المجتمع والزوار التي تقود أحياناً إلى تغييرات فورية، مثل تمديد ساعات عمل الحدائق، وافتتاح الشواطئ الليلية، وتحسين المرافق العامة.

وقال بن غليطة إن قوة دبي تكمن في شراكاتها وجذبها للعقول، وقدرتها على التجربة والتطوير المستمر، قائلاً: «في دبي لا يوجد شيء مستحيل، بل فرص تنتظر من يحولها إلى واقع، والإمارة أصبحت (منزلاً) يحتضن جميع الجنسيات، بفضل بيئتها الحضرية المرنة والمبتكرة».

وقال: «نجحنا في إنشاء مجتمعات متكاملة يستطيع الساكن فيها الوصول إلى مختلف الخدمات الأساسية خلال 20 دقيقة، بل وفي بعض المناطق خلال خمس دقائق فقط، وهذا يعني أن دبي أصبحت مدينة متكاملة تخدم الإنسان وتلبي احتياجاته الحقيقية».

وأضاف: «دبي اليوم تواكب وتستبق بفخر توقعات أكثر من 200 جنسية، وقد استطعنا تحويل هذا التنوع الثقافي الثري إلى قوة دافعة للابتكار، من خلال شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص والشركات الناشئة والجامعات الرائدة».

وأكد بن غليطة أن دبي، التي أصبحت اليوم وجهة عالمية مفضلة للعيش والعمل وجودة الحياة، ستواصل هذا المسار التنموي الشامل والمستدام للمستقبل.

من جانبه، عرض الشريك المؤسس لمؤسسة «إكسبيرينس» المتخصصة في الاستراتيجيات والتصميم المستقبلي، آدم سكوت، خلال جلسة رئيسة أهمية امتلاك نظم تشغيلية ذكية لمدن ومجتمعات الغد تنسّق كل المهام، من خلال طرح منظومات ترميز وبرمجة ذكية جديدة لمختلف عملياتها التشغيلية ومرافقها الخدمية اليومية، بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبتوظيف مبدأ التشاركية ومركزية البيانات العامة المفتوحة.

بدورها، أكدت مؤسسة ورئيسة معهد أفريكان فيوتشرز، البروفيسورة ليزلي لوكو، أن مدن المستقبل ستؤثر بشكل شامل في هوية مجتمعاتها.

وفي جلسة بعنوان «كيف تعيد مدن المستقبل رسم ملامح هوية المجتمع؟»، قالت لوكو إن المستقبل ليس محطة نهائية، بل هو مسار متواصل من التعلم والتغيير، وهو ما يتجلى في تجربة دبي التي استطاعت أن تمزج بين إرثها التاريخي العميق وسرعة تطورها المعاصر.

وناقشت جلسة حوارية رئيسة بعنوان «مسار البشرية من الذرة إلى النجوم والحدود الجديدة لاستكشاف الكون»، طرح خلالها بروفيسور الفيزياء الفلكية في جامعة كامبريدج، الدكتور نيكو مادوسوهان، تصورات واعدة حول مستقبل الاستكشاف الفضائي بالاستفادة من التطور النوعي للتكنولوجيا.

 

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

المصدر: الإمارات اليوم

شاركها.