
بعد عشرين عامًا على مجزرة هزّت مدينة حديثة العراقية، يكشف تحقيق جديد لـ”بي بي سي” ما أخفته واشنطن خلف الجدران المغلقة لمنزل قُتلت فيه عائلة كاملة برصاص قوات المارينز. فالجنديان الأميركيان المتورطان في الجريمة لم يُحاكما يومًا رغم الأدلة والشهادات التي وثّقت تفاصيل ما جرى.
التحقيق يعرض لأول مرة تسجيلات وصورًا جنائية وروايات متناقضة لجنود شاركوا في الهجوم، بينما بقيت الحقيقة مطموسة: 24 عراقيًا قُتلوا خلال دقائق، بينهم نساء وأطفال ورضيع أُعدم بين ذراعي والدته. وحدها صفا، الطفلة ذات الـ13 عامًا يومها، نجت بعدما تظاهرت بالموت.
وتؤكد الشهادات الجديدة أن الجنديين مندوزا وتايتوم دخلا غرفة النوم وأطلقا النار مباشرة على أفراد العائلة، ورغم تطابق الأدلة مع لحظة إطلاق النار، منح الادعاء الأميركي المتهمين حصانة كاملة، لتختفي القضية داخل الأدراج. أما قائد الفصيل، الرقيب ووتريتش، فخرج من المحكمة بتهمة “إهمال” لا تتجاوز مخالفة مرورية.
ورغم إعلان قوات المارينز أنها لن تعيد فتح التحقيق إلا بظهور أدلة جديدة، يكشف التحقيق أن الأدلة موجودة والشهادات قائمة، بينما يبقى صدى صوت صفا، الناجية الوحيدة، أعلى من كل تقارير اللجان: “الجريمة الحقيقية… أن أحدًا لم يُحاسَب.”
