عبّر عدد من سكان جماعة تمكروت، التابعة إداريا لإقليم زاكورة، عن استيائهم من الوضع المتردي الذي تعرفه المساحة الخضراء المحاذية للثانوية الإعدادية الإمام البخاري، مؤكدين أن هذا الفضاء الذي يفترض أن يكون متنفسًا للتلاميذ والعائلات لا يتوفر على الحدّ الأدنى من شروط الحديقة العمومية.

وبحسب شهادات متطابقة لجريدة “”، فإن هذا الفضاء يعاني من إهمال كبير يتجلى في غياب التشجير، وتهالك التجهيزات، وغياب الإنارة العمومية، إلى جانب وجود حفر وأسلاك غير مؤمّنة، ما يشكل خطرا على الأطفال والعائلات التي تستعمل المكان، خاصة خلال الفترات المسائية.

ورغم المحاولات المحدودة لتأهيل الفضاء مثل وضع قنوات مائية طويلة غير صالحة للاستعمال أو الزينة، يؤكد السكان أن هذه التدخلات غير كافية ولم تحسن من جاذبية المكان أو وظيفته.

في المقابل، نوهت الساكنة بالمجهودات المبذولة لتحسين الإنارة العمومية في الشارع الرئيسي وبعض الأحياء، معتبرة أن هذه الخطوة إيجابية وموفقة، لكنها شددت في المقابل على أن الفضاءات العمومية تبقى جزءا أساسيا من جودة العيش داخل المركز.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن مجموعة من الأحياء والدواوير بجماعة تمكروت، وهي تزروت، زاوية سيدي الناس، إزاخنيون، أكني الزاوية والقصبة، تفتقر لفضاءات الترفيه، بما في ذلك حدائق مؤهلة، أو ملاعب قرب، أو مساحات لعب مخصّصة للأطفال، في الوقت الذي تتوفر فيه مناطق أخرى داخل الإقليم على مثل هذه المرافق الحيوية.

من جهة أخرى، انتقدت المصادر ما صفته بـ“غياب التوازن في أولويات التدبير”، مسجلة أن عددا من الأنشطة الثقافية والفولكلورية تنظم بشكل منتظم وتحظى بتغطية إعلامية واسعة، بينما تبقى مجموعة من حاجيات الساكنة الأساسية مؤجلة أو غير معالجة.

ويطالب المواطنون الجهات المنتخبة والسلطات المحلية والمجلس الإقليمي بضرورة التدخل العاجل لإعادة تأهيل الحديقة المذكورة وتوفير فضاءات عمومية تليق بالساكنة، مع التأكيد على أن هذه المرافق تعد عنصرا أساسيا لتحسين جودة الحياة داخل المركز.

من جانبه، كشف زكرياء أجديك، فاعل مدني بالمنطقة، أن إثارة هذا الموضوع، لا يطرح مشكلة فقط، وإنما يفتح بابا للنقاش من أجل إيجاد حلول حقيقية، وذلك للمساهمة في معالجة الوضعية الحالية للحديقة المتواجدة أمام ثانوية الإمام البخاري بجماعة تمكروت.

وأوضح أجديك في تصريح لجريدة “”، أن هذا الوضع يستدعي وضع عدد من المقترحات العملية التي يمكن أن تساعد في معالجة هذه الحالة، وذلك عبر تشكيل لجنة محلية من الساكنة تضمّ ممثلين عن الآباء والجيران والجمعيات، لإعداد تقرير مفصل بالصور حول وضع الحديقة وإرساله للجهات المسؤولة.

وأشار الفاعل المدني إلى هذه الوضعية تستوجب التواصل مع الجماعة عبر مراسلة مكتوبة أو طلب مقابلة، لعرض المشاكل والمقترحات بدل الاكتفاء بالنشر الرقمي، مع إقتراح مشروع إعادة تهيئة بسيط وقابل للتنفيذ، يشمل إصلاح المساحات التالفة، وإزالة الأسلاك أو الحفر الخطرة، وتركيب إضاءة أساسية، ثم وضع مقاعد سليمة وآمنة، مع مساحة صغيرة لألعاب الأطفال.

وأضاف أن الجمعيات المحلية، وهي جمعيات الآباء، الجمعيات الرياضية، الجمعيات الثقافية، مدعوة هي الٱخرى إلى دعم المشروع والضغط الإيجابي من أجل تنفيذه، مع إطلاق حملة تطوعية خفيفة في حال توفرت الموافقة الرسمية، مثل تنظيف أو تشجير بسيط، مع ترك الأشغال الكبرى للجماعة، لتعزيز روح المشاركة وبيان استعداد الساكنة للمساهمة.

إلى ذلك، دعا المصدر ذاته، السلطات الإقليمية إلى إدراج هذه الحديقة ضمن برنامج التهيئة الخاصة بالمجلس الإقليمي أو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بإعتبار أن هذه المشاريع غالبا ما تستهدف مثل هذه الفضاءات، لافتا إلى أن هدف المجتمع المدني ليس تحميل المسؤولية، بل المشاركة في إيجاد حلول واقعية تعيد لهذا الفضاء دوره الطبيعي كمتنفس آمن للتلاميذ والعائلات.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.