الثلاثاء 18 نونبر 2025 20:00
واجبٌ تجاه الأخوة والتاريخ، يفي به فيلم وثائقي جديد للمخرج حسن البهروتي، يحكي الشق المغربي من الكفاح من أجل استقلال الجزائر من الاحتلال الأجنبي، من باب التوثيق والشهادة وصيانة الذاكرة.
بعنوان “استقلال الجزائر.. قضية مغربية”، يقدم هذا الفيلم الوثائقي، الذي عرضه مهرجان الناظور الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، الإسهام المتبادل المغربي الجزائري في دعم تحرّر المنطقة المغاربية، مقدما عبر الشهادات والوثائق والمحطات التاريخية وأمكنة الذاكرة إسهامات المغرب والجزائر، في مقاومة الاحتلال الأجنبي في محطات مشتركة قُبَيل الاستقلال؛ مثل سلاح “الباخرة دينا”، واستقبال المغرب إذاعة الثورة، وبثها سريا من نواحي الناظور وطنجة، وتهريب الأسلحة وإيواء المقاومين، ودعمهم دبلوماسيا، وسياسيا، ورياضيا… في استمرار عهد لم ينقض منذ القرن التاسع عشر، عندما هوجم المغرب بسبب دعمه المقاومة الجزائرية، في معركة إيسلي التي خاضتها ضده فرنسا، وكانت مُبتدأ احتلاله.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال حسن البهروتي، مخرج الوثائقي، إن فكرة “إنتاج فيلم حول دور المغرب في استقلال الجزائر جاءت بعد فيلم وثائقي حول دعم المغرب للحركة التحررية الإفريقية بصفة عامة، وأتحدث فيه قليلا عن الجزائر؛ لكن اكتشفت عدم إمكانية تلخيص الإسهام المغربي في دقيقة، لأنه كثير؛ فخصصت له وثائقيا في 93 دقيقة”.
ويقدم هذا الوثائقي “إسهام المغرب حكومة وشعبا، قبل استقلال البلاد وبعده، في دعم الثورة الجزائرية واستقلال الجزائر”؛ وهو “رسالة إلى الأجيال المقبلة، وحتى الحكومات الحالية في المغرب والجزائر، وخاصة الجزائر التي نهجت حكومتها سياسة عدوانية ضد المغرب وتكذب باتهام المغرب بخيانة الثورة الجزائرية؛ بينما لا يمكن الكذب على التاريخ”.
وتابع المخرج: “الفيلم موثّق بالأرشيف، دون بروباغاندا، ويظهر إسهام المغرب في الثورة الجزائرية، ودعم الجزائر والجزائريين للمغرب بعد نفي الملك محمد الخامس، من مختلف فئات المجتمع بما في ذلك العلماء (…) ويغطي الفيلم فترة منذ سنة 1830 وصولا إلى فترة ما بعد استقلال المغرب وتونس ثم الجزائر؛ لأن معركة إيسلي كانت نتيجة لدعم المغرب للجزائر وعبد القادر الجزائري (…) ورغم أنها ساهمت في انهيار البلاد فإن الدعم للجزائريين لم يتوقف”.
مثل هذا الموقف ظل حاضرا بعد أزيد من قرن؛ ومن أمثلته، وفق تصريح المخرج لهسبريس، “رفض محمد الخامس التفاوض مع فرنسا حول الأراضي التي اقتطعتها من المغرب حتى استقلال البلدين، ولو حدث للأسف ما حدث بعد ذلك”.. واليوم “الحدود مغلقة، رغم أن الحدود في زمن الاستعمار لم تكن فقط مفتوحة؛ بل لم تكن عمليا هناك حدود بين البلدين”. ولذلك، فإن الفيلم الوثائقي الجديد رسالة مفادها: “لصالح الشعبين، التفاهم واجب علينا”.
المصدر: هسبريس
