قال وزير الشباب والثقافة والاتصال، محمد المهدي بنسعيد، إن الصحافة المغربية تقف في لحظة مفصلية تستدعي تجديد مهامها وأدوارها لمواكبة التحولات الكبرى التي تعرفها المملكة، مشددا على أن دعم الصحافة المهنية ليس تفضلا حكوميا، بل استثمار في الديمقراطية والمستقبل.

جاء ذلك في كلمة للوزير خلال حفل تسليم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في دورتها الـ23، مساء اليوم الإثنين بالرباط، وهي الجائزة التي أحدثها الملك محمد السادس سنة 2002 تكريما للطاقات الإعلامية وتشجيعا للتميز الصحفي.

واعتبر بنسعيد أن تاريخ الصحافة الوطنية “ليس مجرد سجل عناوين لجرائد ومجلات، بل جزء أصيل من تاريخ المغرب المعاصر”، مذكرا بدورها في معارك الوعي الوطني ومناهضة الاستعمار، ثم في مواكبة مشروع بناء الدولة بعد الاستقلال.

وأضاف أن الصحافة الحرة تظل “حامية للديمقراطية”، لأنها توفر النقاش العمومي وتكشف الحقائق وتراقب الأداء العمومي، مؤكدا أن الإعلام المسؤول يشكل جسر ثقة بين المواطن والمؤسسات.

وتوقف الوزير عند التحديات التي تواجه القطاع، وفي مقدمتها أزمة النموذج الاقتصادي في زمن المعلومة المجانية، وضغوط التمويل والإشهار على استقلالية الخط التحريري، إضافة إلى التراجع المتزايد في ثقة الجمهور أمام “طوفان المعلومات” والأخبار الزائفة ومحتوى الكراهية.

وأشار المتحدث إلى أن المغرب قام بعدد من الإصلاحات المهمة، من بينها إحداث المجلس الوطني للصحافة الذي يجري حاليا الاشتغال على إعادة تنظيمه.

وشدد بنسعيد على أن المرحلة الجديدة التي دخلها المغرب “مرحلة ما بعد 31 أكتوبر” وما رافقها من تحولات، تفرض على الصحافة الوطنية تعزيز حضورها في الدفاع عن القضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية التي “رافقتها الصحافة دائما مرافقة واعية ومسؤولة منذ المسيرة الخضراء”.

وأكد الوزير أن صحافي المستقبل لم يعد مجرد ناقل للخبر، بل يجب أن يكون باحثا مدققا يتقن تحليل السياقات وفهم البيانات والاشتغال بالصحافة القائمة على المعطيات، مع توظيف التكنولوجيا دون التفريط في القيم المهنية والأخلاقية.

واعتبر بنسعيد أن أكبر تحد يواجه المهنة اليوم هو إعادة بناء الثقة بين الصحافة والجمهور، مؤكدا أن المجتمع يريد إعلاما “مستقلا، شجاعا ونزيها”، وأن الحكومة ملتزمة بدعم صحافة قوية تخدم الصالح العام وتعبر عن صوت المهمشين.

وشدد المصدر ذاته أن الصحافة المغربية، بما تمتلكه من رصيد نضالي وتاريخي، قادرة على دخول العصر الرقمي بثقة، وأن تبقى “مرآة شفافة ومسؤولة تعكس المجتمع وتُواكب تقدمه”.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.