اختارت أكاديمية “السيزار” الممثل المغربي أيوب كريطع ضمن لائحة “الاكتشافات” لسنة 2025، وهي القائمة التي تضم 32 اسما من الوجوه الصاعدة في السينما الفرنسية، بعد الأداء اللافت الذي قدمه في فيلم “البحر البعيد” للمخرج سعيد حميش.

وجاء هذا الترشيح بناء على قرار لجنة مؤلفة من 14 من مديري الكاستينغ بفرنسا، في خطوة تعكس تنامي الاهتمام بموهبة كريطع داخل الأوساط السينمائية الأوروبية.

وحظي فيلم “البحر البعيد” منذ عرضه باهتمام نقدي واسع، إذ شارك في المسابقة الرسمية للدورة الحادية والعشرين من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قبل أن يواصل حضوره القوي بالدورة الخامسة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، متوجا بالجائزة الكبرى وجائزة الإخراج وجائزتي أحسن ثاني دور رجالي وأحسن ثاني دور نسائي. هذا التتويج عزز موقع الفيلم ضمن أبرز الإنتاجات المغربية الحديثة، كما ساهم في إبراز أداء كريطع في أول تجربة سينمائية له.

وسيكون أيوب كريطع من بين المشاركين في سهرة “اكتشافات السيزار” المرتقبة شهر يناير المقبل، حيث سيحضر إلى جانب “عراب” من اختياره، على أن يتم عرض فيلم قصير يضم الوجوه الـ32 المرشحة، من توقيع المخرج الفرنسي برتراند بونيلو.

ومن المنتظر الإعلان في 28 يناير عن خمسة مرشحين لجائزة أفضل ممثل صاعد وخمس مرشحات لجائزة أفضل ممثلة صاعدة، قبل الكشف عن الفائزين خلال حفل جوائز “السيزار” العالمية الذي سيقام في فبراير.

ويمثل فيلم “البحر البعيد” محطة خاصة في مسار كريطع باعتباره أول ظهور له على الشاشة الكبيرة، ويتناول موضوع الهجرة غير النظامية وما يرافقها من تجارب إنسانية معقدة.

وسبق للممثل المغربي أن أعرب في حوار مع جريدة هسبريس عن انجذابه لشخصية نور التي يجسدها في الفيلم، مؤكدا أنها شخصية “مليئة بالإنسانية وحب الناس”، وأنه وجد في القصة عمقا فنيا وإنسانيا جعله فخورا بالمشاركة فيها.

وفي ما يتعلق بالجدل الذي أثير حول بعض المشاهد الحساسة في الفيلم أوضح كريطع أن العمل “لا يتضمن أي شيء مرفوض”، مؤكدا أن السينما تتناول بطبيعتها موضوعات تتجاوز ما يقدمه التلفزيون، وتسهم في فتح نقاشات أعمق حول قضايا اجتماعية وإنسانية.

واعتمد الفيلم في مقاربته الفنية على حضور قوي لموسيقى الراي التي شكلت عنصرا دراميا موازيا في بناء السرد، حيث استثمر المخرج صوت الشاب حسني بوصفه علامة زمنية وشعورية تحيل على جيل التسعينيات، ولا سيما في المشهد المؤثر المرتبط بخبر اغتيال الفنان، الذي رأى فيه النقاد لحظة تجمع بين الحس الفني والدلالة الاجتماعية.

وتجري أحداث الفيلم في مرسيليا خلال تسعينيات القرن الماضي، متتبعة رحلة مهاجر مغربي يحاول، بمعية أصدقائه الجزائريين، مواجهة واقع يومي قاس ومليء بالتناقضات، حيث يقدم العمل رؤية إنسانية عميقة لتجارب الهجرة ومعاني الانتماء والبحث عن الذات، وهي عناصر أسهمت في بروز أيوب كريطع كواحد من أبرز الوجوه الجديدة التي شدت انتباه السينما الفرنسية.

المصدر: هسبريس

شاركها.