سجلت مدن وأقاليم الشمال، خلال الأيام الأخيرة، تساقطات مطرية مهمة؛ ما خلق حالة ارتياح كبيرة في صفوف سكان المناطق الجبلية المعروفة بزراعة وإنتاج الزيتون، بالإضافة إلى أنها أنعشت المخزون المائي للجهة بأزيد من 4 ملايين متر مكعب في ظرف أقل من أسبوع من الاضطرابات الجوية التي شهدتها البلاد.
ووفق معطيات حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية من مصادر محلية في الجهة مترامية الأطراف، فإن عملية جني الزيتون ستشهد ارتفاعا كبيرا في وتيرتها، بعد أسابيع من انتظار الفلاحين للتساقطات التي تسهل العملية وتزيد من مستوى جودة الزيت المستخرج من الثمار بعد تساقط الأمطار عليها.
صديق ستيتو، رئيس مجموعة ذات النفع الاقتصادي بإقليم وزان، قال إن الأمطار التي سجلتها مناطق الشمال منافعها كثيرة، لاسيما بالنسبة لأشجار الزيتون، حيث ستسهل على الفلاحين عملية الجني وتجعلها طبيعية أكثر.
وأوضح ستيتو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ثمار الزيتون كانت في حاجة ماسة إلى التساقطات المطرية من أجل استخلاص الزيت منها بطريقة طبيعية ومنح مردودية وإنتاجية أفضل وأجود.
وزاد رئيس مجموعة ذات النفع الاقتصادي بإقليم وزان، التي تضم في عضويتها 8 تعاونيات ينتظم فيها 245 فلاحا منتجا للزيتون بإقليم وزان، أن ثمار الزيتون تكون صغيرة وتميل إلى الجفاف بسبب حرارة الصيف؛ وهو الأمر الذي يجعل عملية استخراج الزيت منها معقدة وتحتاج إلى الرفع من درجة الحرارة ما يفقدها جزءا من جودتها.
واعتبر ستيتو أن الأمطار تزيد من مستوى جودة الزيت وتعزز القوة الإنتاجية لثمار أشجار الزيتون التي تبقى من ضمن أكثر الزراعات استفادة من التساقطات المطرية الحالية، لافتا إلى أن الفلاحين سيباشرون عملية الجني بشكل مكثف، مبرزا أن 24 ساعة كافية لبدء العملية؛ لأن الشجرة المباركة تستفيد من الأمطار في ظرف وجيز.
إلى جانب أشجار الزيتون التي كانت في حاجة إلى التساقطات، بدا لافتا أن الفرشة المائية والمخزون المائي بحوض اللوكوس الذي يغطي المنطقة شهدت تحسنا من خلال التساقطات المطرية التي حققت أقاليمها أعلى معدل تساقطات في البلاد.
ووفق معطيات إحصائية حصلت عليها جريدة هسبريس من مصادر رسمية، فإن حقينة السدود الإجمالية في الحوض المائي اللوكوس تعززت، خلال الفترة الفاصلة بين 13 و17 نونبر الجاري، بحوالي 4 ملايين متر مكعب. وقد بلغت كمية المياه المعبأة في السدود 866,5 ملايين متر مكعب، بعدما كانت في حدود 862 مليون متر مكعب قبل أيام قليلة فقط.
وتسود أجواء من التفاؤل لدى المسؤولين والقائمين على الموارد المائية بجهة طنجة تطوان الحسيمة من أجل استقبال أقاليم الجهة والسدود التي تتوفر عليها المزيد من الأمطار في الأسابيع المقبلة؛ الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجابا على خزينة السدود ويرفع من نسبة الملء فيها.
المصدر: هسبريس
