أمد/ مثلت حركة المقاومة الإسلامية حماس وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام عقبة كأدء أمام العدو الصهيوني منذ تأسيسها، هذه الحركة الإسلامية العقيدة والنهج والطريقة فلسطينية المنشأ والتأسيس والهوية والجذور رسمت معالم طريقها ومبادئها وثوابتها وأهدافها لتحرير أرض فلسطين المباركة من دنس المحتلين الصهاينة.

وقد خاضت حماس معارك طويلة مع المحتلين الصهاينة حيث تعتبر معركة طوفان الأقصى من أطول معارك حماس مع الصهاينة بل وتعتبر معركة الطوفان حدثا مفصليا مهما في تاريخ مقاومة شعبنا الفلسطينى وكفاحه ونضالاته ضد المحتل الصهيوني، وربما هذه المعركة الفدائية من أشد المعارك وأشرسها مع الاحتلال منذ نكبة عام 1948م، وعند تدقيق النظر في المعركة الأخيرة لا ينظر لها بموازين العدة والعتاد والسلاح والمال والتكنولوجيا ولا تقاس معارك تحرير الأوطان بهذه المقاييس بل تقاس بموازين الثبات في الميدان على أرض المعركة والتحدي والصمود وسياسة النفس الطويل في القتال حتى دحر العدو عن أرضنا المحتلة وتحرير كامل التراب الفلسطيني، والكل الفلسطيني فدائيين وحركات وطنية وشعبية وفصائل وأحزاب خاضوا معارك مع المحتلين لأرض فلسطين منذ الإحتلال البريطاني ووعد بلفور عام 1917 وجلها سطرها التاريخ الفلسطيني بمداد من الذهب على جدارن مقاومة المحتل وعلى ذرات تراب أرض فلسطين المباركة، ولا ننقص من أي جهد شعيي فلسطيني اسلامي مسيحي كان له دور بارز في مقارعة المحتلين الصهاينة.

وفي هذا المقام جاءت معركة الطوفان لتسطر مرحلة مهمة في نضالات ومقاومة شعبنا الفلسطيني للاحتلال الاسرائيلي لكنها جاءت بموازين مختلفة ومقاييس مختلفة وعدة وعتاد عسكري متواضع تملكه كتائب الشهيد عز الدين القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية، وقد بدأت شرارة هذه المعركة البطولية بإشارة قائد الأركان العام لكتائب القسام الشهيد أبو خالد الضيف الذي أعلنها معركة مفتوحة مع الكيان الصهيوني على كافة الجبهات والصعد من أجل الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وتحرير أسرانا البواسل من سجون الاحتلال، وامتدت هذه المعركة الكبيرة لسنتين طوال منذ اكتوبر 2023 وحتى اكتوبر 2025، حققت المقاومة خلال هذه المعركة قتل واسرى أكثر من ألفين إسرائيلي وهو رقم كبير لم يحدث لليهود من الحرب العالمية الثانية، وقد شن الكيان الصهيوني على غزة من خلفه دول عالمية كبرى مساندة له .حرب كبرى اطلق عليها حرب السيوف الحديدية استخدم أعتى الطائرات والصواريخ والقنابل الكبرى ليخوض حرب إبادة جماعية ضد غزة ..لكن لم يستطع الكيان ورئيس وزاره المجرم نتياهو تحقيق أي من الأهداف المرسومة وعلى رأسها تهجيير الشعب الفلسطيني من غزة وجلعها منطقة منزوعة السكان والسلاح والقضاء على حركات المقاومة فيها بل ولم يحرر نتياهو وزمرته اي من الاسرى الا عبر صفقات التحرير والتبادل مع حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى ..

وخلال المعركة والحرب الكبرى على غزة قدمت حركة حماس قادتها وأبناؤهم شهداء على طريق القدس ومنهم رئيس مكتبها السياسي الشهيد المجاهد اسماعيل هنية ثم رئيس مكتبها السياسي الذي عين خلف له الشهيد يحيى السنوار والذي ارتقى على أرض المعركة في رفح الفداء والبطولة، ثم توالى شهداء التنظيم من الصف الأول منهم نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ صالح العارروي استشهد في لبنان، ثم القائد العام لكتائب القسام محمد ابو خالد الضيف، ثم القائد مروان عيسى أبو البراء وثلة كبيرة كبيرة من مسؤولي القسام والمسؤولين السياسيين في الحركة..ثم جاءت عملية الاغتيال الإسرائيلية الفاشلة لقيادة المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، ولم تنته بعد محاولات الصهاينة في قتل وتصفية أبناء الحركة ورموزها… هذه المسيرة المعبدة بالتضحيات الجسام وطريق الشهادة والتحرير لم تفت من عضد الحركة ولن تستسلم وترفع الراية البيضاء بل واصلت الحركة القتال حتى الرمق الأخير واجبار المحتل الإسرائيلي على الخضوع والخنوع لطاولة المفاوضات الغير مباشرة والتواصل لاتفاق إنهاء الحرب بين حركة حماس والكيان عبر الوسطاء الدوليين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية الضامن لاتفاق وقف الحرب ووقت القتال والإبادة الجماعية من قبل الكيان ..

ما أن وضعت الحرب أوزارها وبدات غزة في التعافي والعودة تدريجيا يبرز على السطح الأيام القادمة الحديث عن المرحلة الجديدة لحركة حماس مابعد معركة الطوفان واستشهاد القادة الابطال _ على طريق تحرير القدس _ ومن هي الشخصية السياسية التي ستقود سفينة حركة حماس في المرحلة القادمة، خاصة من تتميز به المرحلة الجديدة من تعقيدات في المشهد وصعوبات شديدة في الطريق وتحديات كبيرة أمام حماس في المرحلة الجديدة، وتبرز على السطح أسماء كثيرة ويتساءل المتابعين للحركات الاسلامية وأبناء الصف التنظيمي في الحركة على من يقع الإختيار ليكون رئيس حركة المقاومة الاسلامية حماس الجديد في المرحلة القادمة، خاصة أن هذه المكانة التنظيمة الحساسة والمعقدة لها اعتبارات سياسية وقيادية مختلفة، وتحتاج لشخصية سياسية قيادية ذات كاريزما معينة وصفات تتميز بالذكاء والدهاء وة السياسية والاجتماعية والعلاقات الدولية الواسعة القوية على كافة المستويات الداخلية والخارجية والإقليمية والدولية والعالمية وشخصية تدرك حجم الأعباء الملاقاة على الحركة والحاجة للعمل على مدار الساعة في إطار برنامج حماس في التحرير والتربية والأخلاق والتعبئة الدينية والجهادية والسياسية لأبناء التنظيم وجناحه العسكري .. 

وأقول إن حركة كبيرة بحجم حركة حماس خاضت اطول معركة بطولية مع الكيان هي المقاومة حركة ولادة للكفاءات التنظيمة السياسية والعسكرية من أبناء فلسطين الأوفياء ولا نزكي على الله أحد واعتقد أنه لن تطول عملية الانتخابات التنظيمة داخل اطر ومركبات التنظيم في الداخل والخارج والسجون لاختيار الرئيس الجديد للحركة ومن يقود العمل التنظيمي لدورة سياسية تنظيمة جديدة تحتاج جهد كبير وعمل تنظيمي على مدار الساعة خاصة أن متطلبات المرحلة الجديدة معقدة وصعبة وتواجه أمواج عاتية من التحديات والمخاطر والعقبات، وعلى الرئيس الجديد وفريقه الجديد وضع الخطط والبرامج العملية التنفيذية التي ستواجه جمة من المخاطر والتحديات وتشديد الحصار على الأعضاء في العمل لتحقيق الأهداف التنظيمة والعودة بصورة أقوى في تحقيق الأهداف وتنفيذ الخطط العملية بمراحلها المختلفة على مدار الدورة التنظيمة الجديدة ..أعان الله حركة حماس على مهامها ودورها وجهادها العسكري والسياسي وعملها في كافة القطاعات العمل الوطني والشعبي على طريق تحرير أرض فلسطين من دنس المحتلين ..

شاركها.