حرص النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أداء سنة صلاة الفجر، وحرص على أن يقتدي به المسلمون في ذلك، لما لها من فضل عظيم، إذ تعد من أفضل السنن الرواتب التي أوصى بها جموع أمته، وقد وردت تفاصيل عديدة في الأحاديث النبوية الشريفة توضح كيفية أدائها وآدابها وفضلها الكبير.
الأفعال المستحبة بعد أداء ركعتي الفجر
وأوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن الاضطجاع على الشق الأيمن بعد أداء ركعتي سنة الفجر سنة مستحبة، وهو ما ذهب إليه مذهب الشافعية والحنابلة، كما أن بعض السلف أيضًا اعتبروا ذلك من السنن المؤكدة.
وجاءت الأدلة من السنة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتم ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن، كما روت أنه بعد سماع المؤذن لصلاة الفجر وظهور الفجر، كان يقوم النبي لركعتين خفيفتين من سنة الفجر، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يؤذن للإقامة.
الآيات والسور المستحب قراءتها في ركعتي الفجر
ويُستحب قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى وسورة الإخلاص في الركعة الثانية، أو في الأولى قراءة الآيات: «قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ…» [البقرة: 136]، وفي الثانية: «قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا…» [آل عمران: 64]، وذلك لما لها من أثر كبير في زيادة خشوع المصلي وتقوية صلته بالله.
وأكدت دار الإفتاء أن ركعتي الفجر تُعد من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله، لما ورد في الحديث عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها»، وقال أيضًا: «لهما أحب إلي من الدنيا جميعًا» أخرجه مسلم.
ويُستحب أداء ركعتي سنة الفجر قبل صلاة الفريضة، كما جاء في الحديث عن أم حبيبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى في يومٍ وليلةٍ اثنتي عشرة ركعة بُني له بيت في الجنة: أربع قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر صلاة الغداة» أخرجه الترمذي، ما يوضح مكانة ركعتي الفجر بين السنن الرواتب وأثرها الكبير في نيل رضا الله.
بهذا تكون سنة الفجر من أبرز السنن المؤكدة التي يجب على المسلم المواظبة عليها، لما لها من فضل عظيم ومرتبة عالية في تقرب العبد إلى ربه، فضلًا عن أنها تمثل بداية يومه بالطاعة والروحانية.
