كتب : منى الموجي


10:52 م


14/11/2025

كتبت منى الموجي:

تصوير نادر نبيل:

استقبل المسرح المكشوف في دار الأوبرا المصرية، حوارا خاصا مع الفنان الفلسطيني آدم بكري حمل عنوان “بين الهوية والأداء” أداره الإعلامي شريف نور الدين، وذلك ضمن برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما في الدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وتحدث آدم بكري عن سبب عدم زيارته من قبل لـ مصر، معبرا عن سعادته بالتواجد في المهرجان “لم تأت لي فرصة للتواجد من قبل”، مؤكدا أنه وجدها كما تخيلها تماما، وهذا غريب، إذ لا يحدث معه هذا الأمر كثيرا في الأماكن التي يزورها لأول مرة، لكن كونه تربى على الأفلام المصرية، جعله الأمر يشعر أنه داخل فيلم.

تعليقا على أن مولده كان يوم 15 مايو، ذكرى النكبة الفلسطينية، قال إنه يؤمن أن لا شيء يحدث بالصدفة أو بدون سبب “ميلادي في ذلك اليوم شيئا مهما بالنسبة لي يجعلني أتذكر من أين جئت، ويتواجد معي في كل خياراتي التي يجب أن تكون مسؤولة في مجال الفن، الناس ممكن تقول ما هذا النحس، لكن أنا لا أراه كذلك”.

وعن علاقته بوالده الفنان الكبير محمد بكري، قال “تربيت على أفلام ومسرح الوالد، ودخولي الفن كان خياري في اللاوعي قبل أن أعرف أنني سوف أصبح ممثلا، والخيار كان صعبا، لأن عندما تتربى في بيت لشخص ناجح في مجاله تشعر بالضغط النفسي أكثر، بسبب رغبتك في أن تصل لنفس مكانته، خاصة وأنه مثلك الأعلى”.

وحكى كيف أصيب بنوبة هلع عند تقديمه عرضه الأول على المسرح، وحضره وقتها والده “مقدرتش أكمل العرض، ورجعت البيت وجلست أبكي، وجاء والدي عندي، وهو شخص كتير حنون ودافئ، لكن هذه المرة لم يتحدث معي بحنية، وقال لي إذا بدك تمثل، تطلع على المسرح بكرة لو معملتش كده هترجع معي على فلسطين”.

وأكد بكري أن وضع الفلسطيني بشكل عام يجعله لديه تحدي أكبر بغض النظر أين تربى في مخيمات أو غيرها، وقال إن تجربته في نيويورك غنية وصعبة وتعلم منها الكثير وتأذى منها كثيرا، وأنه كعربي عليه أن يعمل أكثر ويجتهد أكثر حتى يتم قبوله، وكان يضطر للتواجد طوال اليوم للدراسة ولم يفكر في التنزه أو التواجد بالحفلات “أنت كعربي حامل حمل أكبر من أي شخص أجنبي، خاصة لو كنت فلسطيني”.

وتابع متحدثا عن الوقت الذي شعر فيه بصدمة حضارية بعد دخوله لـ نيويورك “عندما تحلم بشيء في كل حياتك ويتحقق، لن تشعر في البداية بأي شيء سلبي تعيشه، لن تراه في البداية لكن بعد مرور الوقت فهمت ما حدث معي، وقتها لم أكن أعرف كيف النظام الأمريكي يتجسد بأمريكا، لم أفكر في أشياء أخري، كنت أفكر بتجربتي فقط، ثم تشعر بعد وقت أنك مسؤولا كفنان”.

وتحدث عن البعد المختلف لأحلامه اليوم، قائلا “أحلامي اليوم واعية وأكثر وضوحا، عندما أقرر أخذ قرار يكون مدروسا أكثر، ومازلت أؤمن أن الإنسان بدون حلم ورؤية حياته سوف تكون أصعب بكثير”.

وحكى عن تأثير فيلمه “عمر” عليه: “كان سبب تعاسة لي رغم نجاحه، كنت صغيرا جدا وضائعا، ولا أفهم إلى الآن سبب تأثير فيلم (عمر) عليّ، هناك غموضا كبيرا صار بعد عمر، عتمة نفسية ثقيلة ولا أعرف السبب، تحليلي أنني كنت صغيرا كما قلت لك، وحلمي تحقق مبكرا، قد أكون وقتها لم أكن جاهزا نفسيا بالقدر الكافي، ولكن ممتن جدا للتجربة لأن هذه العتمة جعلتني أعمل على حالي أكثر، وأشكر هذه السنوات، وبالنسبة لي معاناة الناس اليوم أكبر بكثير مني”.

تطرق أيضا بكري خلال الجلسة لتجربته في العالم العربي من خلال مسلسل باب الجحيم، والتي جاءت له بعد فترة من عمله وبداية المشوار، مضيفا “مباشرة بعد عرض فيلم (عمر) كان عندي وكالة أعمل معها وكانت كتير مهمة في أمريكا، كانت تتعامل مع المشاريع من العالم العربي على أنها غير مهمة وليس لها معنى فقط لأنها تأتي من العالم العربي، ولم أعرف عن العروض التي جاءتني شيئا لم تكن تعرضها عليّ، لكن مسلسل باب الجحيم جاء عن طريق والدي، حاولوا التواصل مع الوكالة ولم ترد وكانت هذه هي النقطة التي جعلتني انفصل عن الوكالة”.

وعاد للحديث عن التجربة “كان جسديا صعب، تطلب الأمر مني أتمرن جسديا بشكل محدد والجزء الثاني سوف يتم طرحه قريبا، والدراما فيه أعلى وهناك أكشن”.

من جديد، أعرب آدم بكري عن سعادته بزيارة مصر “تجنن. جئت قبل يومين ولم اكتشف كل شيء بعد، وأرغب في زيارة الأهرامات والمتحف المصري القديم والكبير”.

وكشف آدم عن تعاقده على المشاركة في بطولة مسلسل مصري، مشيرا أنه لن يستطيع الكشف عن تفاصيله حاليا، ولكن من المقرر عرضه في رمضان.

جدير بالذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تم افتتاح دورته السادسة والأربعين مساء يوم الأربعاء الماضي 12 نوفمبر بحفل أقيم على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور كوكبة من نجوم الفن، بينهم: يسرا، ليلى علوي، إلهام شاهين، خالد النبوي، المخرج محمد عبدالعزيز، المخرج يسري نصر الله، أحمد السقا، نرمين الفقي، درة، أحمد مجدي، بسمة، سلمى أبو ضيف.

شاركها.