
في إنجاز جديد يضاف إلى سجل النساء السودانيات في مجالات الدفاع عن العدالة والكرامة الإنسانية، فازت المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان سامية الهاشمي بجائزة فرنسا ألمانيا لحقوق الإنسان وسيادة حكم القانون للعام 2024، تقديرًا لعطائها الطويل وجهودها الممتدة منذ أكثر من ثلاثة عقود في تعزيز حقوق الإنسان والمساواة في السودان.
الخرطوم _ التغيير
وشهد حفل التكريم حضورًا مميزًا لعدد من القانونيين والدبلوماسيين السودانيين وممثلي المجتمع المدني، الذين احتفوا بالهاشمي بوصفها إحدى أبرز الأصوات الحقوقية في البلاد، وواحدة من المدافعات الشجاعات عن حقوق الإنسان والنساء في وجه الظروف الصعبة التي يمر بها السودان.
تقدير دولي
وقالت لجنة الجائزة في بيانها إن اختيار سامية الهاشمي جاء “تقديرًا لدورها وجهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان وسيادة حكم القانون منذ العام 1995، وما أبدته من التزام استثنائي تجاه مناصرة حقوق الإنسان والدفاع عن النساء”.
وأشادت اللجنة بمواقفها الثابتة في مواجهة الانتهاكات، ومساهماتها الفاعلة في تعزيز العدالة والمساءلة القانونية، رغم التحديات السياسية والأمنية التي واجهتها خلال مسيرتها المهنية في السودان.
من جانبها، أعربت الهاشمي عن امتنانها لهذا التكريم، مؤكدة أن الجائزة “ليست تكريمًا شخصيًا بقدر ما هي اعتراف بنضال الشعب السوداني وبالنساء المدافعات عن العدالة في كل ربوع الوطن”. وأضافت أن الجائزة تمنحها دافعًا إضافيًا لمواصلة العمل من أجل السلم والعدالة والمساواة أمام القانون.
خلفية عن الجائزة
أُطلقت جائزة فرنسا ألمانيا لحقوق الإنسان وسيادة حكم القانون في العام 2016 كمبادرة مشتركة بين وزارتي الخارجية في فرنسا وألمانيا، بهدف تكريم الأفراد والمنظمات الذين يُظهرون شجاعة وإصرارًا في الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز سيادة حكم القانون في بلدانهم.
تُمنح الجائزة سنويًا إلى خمسة عشر شخصية حول العالم تُسهم بإسهامات بارزة في مجالات حقوق الإنسان، العدالة، المساواة، ومناهضة التمييز والعنف. ويُعد نيلها من أرفع صور التقدير الدولي في الحقل الحقوقي، إذ تُسلّط الضوء على المدافعين المجهولين عن الكرامة الإنسانية الذين يعملون غالبًا في بيئات صعبة وخطرة.
وقد حصل على الجائزة في دوراتها السابقة ناشطون وصحفيون ومحامون من مختلف دول العالم، تقديرًا لدورهم في تعزيز قيم السلام، العدالة، والحرية، مما يجعل فوز سامية الهاشمي حدثًا لافتًا يضع السودان مجددًا على خريطة النضال الحقوقي الدولي.
رسالة أمل من السودان
ويمثل فوز الهاشمي اعترافًا بدور المرأة السودانية في الدفاع عن الحقوق والحريات، ورسالة أمل جديدة من بلد يعيش ظروفًا معقدة، لكنها لم تمنع أبناءه وبناته من رفع راية العدالة والإنسانية.
ويؤكد هذا التكريم أن السودان، رغم الحرب والمعاناة، لا يزال يقدّم للعالم نماذج مضيئة من الشجاعة والإصرار على سيادة حكم القانون.
المصدر: صحيفة التغيير
