أحيت ساكنة إقليم خنيفرة، أمس الخميس بجماعة لهري، الذكرى الحادية عشرة بعد المائة لمعركة لهري، إحدى المعارك الخالدة في تاريخ المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي، بقيادة المقاوم البارز موحا أوحمو الزياني ورجال قبائل زيان في قلب الأطلس المتوسط.
وتميزت هذه المناسبة بتنظيم مهرجان خطابي وثقافي حضره عامل الإقليم محمد عادل إهوران، وممثل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إلى جانب المنتخبين المحليين وشخصيات مدنية وعسكرية، إضافة إلى أسرة المقاومة وجيش التحرير.
وخلال كلمته بالمناسبة، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن معركة لهري تجسد رمزا للبطولة الوطنية والتضحية في سبيل الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، موضحاً أنها تشكل مصدر إلهام للأجيال الصاعدة في خدمة الوطن والمساهمة في مسيرة التنمية.
وأضاف المندوب، الذي مثله بالنيابة رئيس قسم الأنظمة والإحصائيات بالمندوبية، ياسين صديق، أن منطقة زيان كانت دوما حاضرة في محطات الكفاح الوطني من أجل الاستقلال والوحدة الوطنية، وأن أبناء هذه المنطقة قدموا أروع الأمثلة في الصمود والمقاومة ضد الهيمنة الأجنبية.
وشدد الكثيري على أن الروح الوطنية التي عبرت عنها مسيرة المقاومة، ما زالت حاضرة اليوم في وجدان المغاربة، مشيرا إلى استمرار أسرة المقاومة وجيش التحرير في التعبئة للدفاع عن الوحدة الترابية تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، وهو ما تؤكده الانتصارات المتتالية في قضية الصحراء المغربية والدعم الدولي المتزايد لمقترح الحكم الذاتي.
ولم يغفل الحفل التأكيد على دور الشهيد موحا أوحمو الزياني، الذي خاض مقاومة شرسة منذ عام 1907، وتوج بانتصار تاريخي في معركة لهري سنة 1914، ليترك بصمة خالدة في صفحات التاريخ الوطني، وتجسيدا لقيم الوطنية والتضحية التي ينبغي للأجيال الجديدة استلهامها.
وعرف الحفل تكريم مجموعة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مع توزيع إعانات مالية وجوائز تقديرية على المستفيدين، إضافة إلى تتويج التلاميذ المتفوقين بجماعة لهري برسم الموسم الدراسي 20242025، في خطوة تربط بين الذاكرة التاريخية والتنمية البشرية.
المصدر: العمق المغربي
