صنف تقرير جديد لقناة “GB News” البريطانية المغرب ضمن أفضل الوجهات السياحية ذات الأسعار المعقولة على مستوى العالم لسنة 2025، إلى جانب المجر وجمهورية الدومينيكان، مبرزا أن المملكة “تقدم تجربة فريدة تجمع بين الطابع الشرقي، والضيافة الأصيلة، والمناخ المعتدل، مع أسعار تنافسية تناسب مختلف الفئات”.

التقرير الذي أعدته الصحفية سارة غراي، استند إلى تصريحات سارة كمب، مديرة المبيعات في شركة السفر البريطانية TUI، إحدى أكبر مؤسسات السياحة الأوروبية، التي أكدت أن المغرب أصبح خلال السنوات الأخيرة وجهة مفضلة للمسافرين البريطانيين الباحثين عن عطلات متوسطة المدى دون تكاليف مرتفعة.

وقالت كمب في حديثها للقناة: “المغرب يمثل خيارا مثاليا للمسافرين الراغبين في تجربة سياحية متكاملة بأسعار مناسبة، إذ يجمع بين التنوع الطبيعي، والموروث الثقافي الغني، والبنية الفندقية المتطورة، فضلا عن المناخ المشمس على مدار السنة”.

وأضافت المسؤولة البريطانية أن مدينتي أكادير ومراكش تتصدران قائمة الوجهات المغربية الأكثر إقبالا من السياح البريطانيين، معتبرة أن الأولى “وجهة ساحلية مميزة لعشاق البحر والاستجمام”، فيما تمنح الثانية “تجربة حضرية وثقافية عميقة وسط أجواء مغربية أصيلة”.

أكادير.. وجهة شتوية بأسعار تنافسية

يبرز التقرير أن أكادير، بفضل موقعها على الساحل الأطلسي، أصبحت من أبرز المقاصد السياحية الشتوية بالنسبة للبريطانيين، لما توفره من شمس دافئة وشواطئ واسعة وفنادق شاملة الخدمات بأسعار معقولة.

وتشير القناة إلى أن عروض السفر إلى المدينة تشهد إقبالا متزايدا، خاصة مع تزايد الرحلات منخفضة التكلفة من مطارات لندن ومانشستر نحو أكادير.

وتقول كمب إن “عروض الإقامة في أكادير تعتبر من بين الأفضل على مستوى شمال إفريقيا، حيث يمكن للسائح البريطاني قضاء أسبوع كامل في منتجع شامل الوجبات مقابل تكلفة تقل عن 500 جنيه إسترليني في فترات الخريف والشتاء، وهو ما يجعلها خيارا اقتصاديا جذابا مقارنة بوجهات متوسطية أخرى”.

مراكش.. تجربة ثقافية نابضة بالحياة

أما مراكش، المدينة الحمراء، فتقدم للسياح مزيجا غنيا من الأصالة والتجربة الثقافية الراقية. فأسواقها التقليدية، وساحتها الشهيرة جامع الفنا، ومعمارها التاريخي، كلها عناصر تجعل منها واحدة من أكثر المدن زيارة في إفريقيا.

ويشير التقرير إلى أن مراكش تستقطب فئة واسعة من المسافرين البريطانيين الراغبين في اكتشاف الثقافة المغربية والتاريخ العربي الأندلسي في أجواء مفعمة بالحياة.

وتضيف كمب أن “مراكش توفر تجربة مميزة تتجاوز مفهوم السياحة التقليدية، فهي مدينة تجمع بين سحر الماضي ورفاهية الحاضر، بفضل بنيتها الفندقية الراقية ومطاعمها العالمية التي تنافس كبريات الوجهات السياحية الأوروبية”.

المغرب.. وجهة صاعدة في بريطانيا

يرى التقرير البريطاني أن إدراج المغرب ضمن قائمة أفضل الوجهات الاقتصادية يعكس مكانته المتنامية في السوق السياحية الأوروبية، ولا سيما في بريطانيا، حيث شهدت الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين ارتفاعًا ملحوظًا خلال العامين الماضيين.

وبحسب بيانات شركات الطيران البريطانية، فإن عدد الرحلات الأسبوعية نحو مراكش وأكادير وفاس وطنجة تضاعف تقريبا منذ عام 2022، مع توسع شبكات شركات مثل EasyJet وJet2 وTUI Airways.

كما أشار التقرير إلى أن الأسعار التنافسية والمناخ المعتدل على مدار السنة يجعلان من المغرب خيارًا مثاليًا لعطلات الشتاء، في وقت تتراجع فيه درجات الحرارة في أوروبا.

وأضاف التقرير أن السياسات السياحية المغربية، التي تركز على تنويع العرض وتحسين البنية التحتية، ساهمت في رفع جاذبية المملكة لدى المسافرين من القارة العجوز.

السياحة.. انتعاش مستمر

ويأتي هذا التصنيف البريطاني في وقت يعرف فيه قطاع السياحة المغربي انتعاشا قويا بعد مرحلة الجائحة، إذ استقبل المغرب أكثر من 15 مليون سائح سنة 2024، وهو رقم قياسي تاريخي يعكس قدرة المملكة على استعادة موقعها بين أبرز الوجهات العالمية.

كما تعمل السلطات السياحية على تنفيذ استراتيجية “رؤية 2030″، التي تهدف إلى جعل المغرب ضمن أفضل 10 وجهات سياحية في العالم من حيث الجودة والاستدامة. وتشمل الخطة تطوير وجهات جديدة على مستوى الصحراء الجنوبية والمدن الساحلية الصاعدة مثل الصويرة وشفشاون والداخلة.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.