حافظ المغرب على مركزه الرابع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تمويل الشركات الناشئة، حيث جمع 12.3 مليون دولار عبر ثلاث صفقات في أكتوبر، مؤكدا استقرار بيئة ريادة الأعمال الوطنية رغم الانخفاض الحاد في التمويل الإقليمي.

وأظهر تقرير منصة Wamda المتخصصة في دعم ريادة الأعمال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن تمويل الشركات الناشئة في المنطقة انخفض بنسبة 77% مقارنة بشهر شتنبر، إذ جمع القطاع 784.9 مليون دولار عبر 43 صفقة، مقابل 3.5 مليار دولار في الشهر السابق، وهو انخفاض يعكس تباطؤ موجة الصفقات العملاقة التي شهدها الشهر السابق.

وأورد التقرير أن الصفقات المغربية شملت عدة قطاعات، ما يعكس استراتيجية تنويع تقلل المخاطر وتضمن استمرار تدفق التمويل. وتبرز الشركات المغربية في مرحلة النمو، مع تطوير نماذج أعمال هجينة موجهة للمستهلكين، متماشية مع توجهات المنطقة التي شهدت سيطرة شركات B2C على 594.7 مليون دولار من التمويل الإقليمي.

على المستوى الإقليمي، استحوذت الإمارات على المركز الأول بتمويل 615.7 مليون دولار، مدعومة بصفقة دين ضخمة لشركة Property Finder بقيمة 525 مليون دولار.

وجاءت السعودية في المركز الثاني بتمويل 119.3 مليون دولار، فيما سجلت مصر انتعاشا ملحوظا بتمويل 33.3 مليون دولار عبر خمس صفقات، متجاوزة إجمالي الربع الثالث.

وشهدت المنطقة تحولا نحو التمويل بالدين، الذي شكل 72% من إجمالي التمويل في أكتوبر، مع استمرار التركيز على الشركات الناشئة المبكرة، حيث نفذت 32 صفقة بين المنح والجولات الأولية بقيمة 95.2 مليون دولار، في حين تباطأت جولات التمويل المتأخرة.

وأظهر التقرير استمرار الفجوة بين الجنسين في رأس المال، حيث حصلت الشركات التي يقودها رجال على 93% من التمويل، بينما حصلت الشركات التي أسستها نساء على 4.5 مليون دولار فقط عبر ثلاث صفقات.

ويعد التحدي المقبل للمغرب هو تمكين الشركات الناشئة من الوصول إلى جولات تمويل أكبر تساعدها على التوسع وفتح أسواق جديدة.

رغم التراجع الإقليمي، يؤكد أداء المغرب أن بيئة ريادة الأعمال فيه أكثر نضجا واستقرارا، ما يسمح للشركات بالوصول إلى التمويل بانتظام وليس فقط في أوقات الطفرة.

ويعكس هذا الأساس القوي قدرة المغرب على الحفاظ على استقرار نظامه البيئي للشركات الناشئة وضمان استدامة نموه في المستقبل.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.