أمد/ لندن: أكد الدبلوماسي البريطاني السابق توم فيليبس أن فرص تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تبدو “شبه مستحيلة” في ظل التعقيدات السياسية والواقع الميداني الحالي، معددًا عشرة أسباب منطقية تجعل هذا الصراع من أعقد النزاعات في العالم.

وقال فيليبس، في تحليل نُشر مؤخراً بمجلة بروسبكت، إن التوقيت دائماً ضد السلام، مشيراً إلى أن كل محاولة للتسوية كانت تُجهض بأحداث مفصلية، مثل اغتيال إسحاق رابين عام 1995، الذي أنهى فعلياً زخم اتفاق أوسلو.

وأضاف أن غياب القيادة الشجاعة على الجانبين يُضعف فرص أي اختراق، موضحاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “غير مستعد للمخاطرة بمستقبله السياسي”، فيما “فقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس شرعيته”، بينما “تتمسك حماس بالمقاومة المسلحة كخيار وحيد”.

وأشار فيليبس إلى أن الولايات المتحدة رغم امتلاكها أدوات الضغط، تبقى عاجزة عن لعب دور الحَكم النزيه، إذ تتبنى واشنطن الرواية الأمنية الإسرائيلية وتتجاهل جذور المظالم الفلسطينية.

وفي سياق آخر، رأى أن اليمين الإسرائيلي الحاكم لا يريد التنازل، في ظل اعتماد نتنياهو على ائتلاف متشدد يضم أحزاباً دينية واستيطانية، ما يجعل أي خطوة نحو السلام “تهديداً سياسياً وجودياً له”.

أما عن منهجية التفاوض، فاعتبر أن مبدأ التدرج وتأجيل القضايا الكبرى فشل تماماً، مشيراً إلى أن القضايا الجوهرية مثل القدس وحق العودة “تبقى جوهر الصراع الوجودي بين الطرفين”.

واقترح فيليبس مقايضة تاريخية تقوم على الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية مقابل التنازل عن حق العودة الكامل، لكنه أكد أن هذه الفكرة “تصطدم بعقائد دينية وسياسية تجعلها شبه مستحيلة”.

كما شدد على أن الانقسام الفلسطيني والجمود الإسرائيلي يمنعان وجود شريك موحد ومستقر للسلام، فيما يفتقر المجتمع الدولي إلى الإرادة السياسية لفرض تسوية حقيقية.

وفي ختام تحليله، رأى فيليبس أن الفشل يبقى النتيجة الأكثر واقعية، معتبراً أن “حل الدولتين قد انتهى عملياً”، وأن البدائل المطروحة مثل الدولة الواحدة أو الكونفدرالية “غير قابلة للتطبيق حالياً”.

واختتم قائلاً:“الأمل ليس إستراتيجية، لكن اليأس ليس خياراً… وإن استطاع ترامب تحقيق سلام عادل ودائم، فسيستحق جائزة نوبل للسلام.”

شاركها.