كشفت دراسة علمية حديثة أن الصخور البركانية في جبال الأطلس الصغير جنوب المغرب تحمل دلائل على اضطرابات مغناطيسية غير مسبوقة شهدها كوكب الأرض قبل نحو 560 مليون سنة، في فترة عرفت بتبدلات سريعة وفوضوية للقطبين المغناطيسيين.

وبحسب ما نشرته دورية Science Advances، قاد البروفيسور ديفيد إيفانز فريقا دوليا من الباحثين استخدم تقنيات تحليل مغناطيسي متطورة في عينات من صخور بركانية تعود للعصر الإدياكاري، جرى استخراجها من جبال الأطلس الصغير.

وأوضح العلماء أن هذه الصخور، التي تشكلت بفعل انفجارات بركانية قديمة، احتفظت باتجاهات المجال المغناطيسي للأرض أثناء تبردها، ما مكن من إعادة بناء صورة دقيقة للتقلبات التي طرأت على هذا المجال خلال تلك الحقبة السحيقة.

وأظهرت نتائج التحليل أن الأرض شهدت ما بين 568 و562 مليون سنة تذبذبات مغناطيسية متسارعة دامت بضعة آلاف من السنين فقط، وهو زمن جيولوجي قصير للغاية. وتشير البيانات إلى أن تلك الاضطرابات لم تكن نتيجة تحرك القارات، بل نتجت عن انقلاب مباشر في مواقع القطبين المغناطيسيين.

وخلص الباحثون إلى أن هذا السلوك غير المستقر تزامن مع ضعف شديد في شدة المجال المغناطيسي، ما جعل الأرض أكثر عرضة للإشعاعات الكونية، وربما ساهم في تطور الكائنات الأولى متعددة الخلايا، وفق بعض الفرضيات العلمية.

ويعتبر هذا الاكتشاف، الذي استند إلى عينات مغربية نادرة على المستوى العالمي، خطوة متقدمة لفهم تطور اللب الأرضي والمجال المغناطيسي الذي يشكل درعا واقيا للحياة على الكوكب، كما يعزز مكانة المغرب كوجهة بحثية واعدة في مجال الجيولوجيا القديمة، بما تزخر به أراضيه من تكوينات صخرية تحفظ ذاكرة الأرض منذ أكثر من نصف مليار سنة.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.