قالت الشبكة إن هذه الأفعال لا تُعد حادثة معزولة، بل فصلًا جديدًا من جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، تمارسها قوات الدعم السريع..
التغيير: الخرطوم
قالت شبكة أطباء السودان إن جريمة مروّعة وقعت في مدينة الفاشر، حيث قامت قوات الدعم السريع بجمع مئات الجثث من شوارع وأحياء المدينة، دفنت بعضًا منها في مقابر جماعية وأحرقت أخرى بالكامل، في محاولة لإخفاء آثار الانتهاكات ضد المدنيين.
وقالت الشبكة عبر بيان الأحد، أن هذه الأفعال لا تُعد حادثة معزولة، بل فصلًا جديدًا من جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، تمارسها قوات الدعم السريع، مستهترة بكل الأعراف الدولية والدينية التي تحرّم التمثيل بالجثث وتكفل للمتوفين حق الدفن الكريم.
وأضافت الشبكة أن قيادة الدعم السريع تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لفتح تحقيق دولي مستقل.
واعتبرت أن الأوضاع في الفاشر تجاوزت حدود الكارثة الإنسانية إلى جريمة إبادة ممنهجة تستهدف الإنسان في حياته وكرامته، في ظل صمت دولي يُعد تواطؤًا.
وشهدت مدينة الفاشر سيطرة لقوات الدعم السريع في 26 أكتوبر 2025، ما أدى إلى موجة عنف شديدة ضد المدنيين، تضمنت قتلًا جماعيًا، اختطافات، مطاردات ونهب واسع للممتلكات والمرافق العامة.
وأكدت تقارير أممية وشهود ميدانيون تعرض نساء وأطفال للعنف الجنسي، بينما نزح عشرات الآلاف أو ما زالوا محاصرين داخل المدينة خوفًا من الانتقام.
يشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حربًا واسعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن سقوط آلاف القتلى ونزوح الملايين، وتدمير البنية التحتية وتعطيل الخدمات الأساسية.
وتتكرر الانتهاكات في مناطق النزاع، خصوصًا في دارفور وكردفان، حيث تُسجّل عمليات قتل، نهب، وتدمير للمرافق المدنية، في ظل غياب مؤسسات عدلية وطنية قادرة على محاسبة مرتكبي الجرائم، ما يجعل العدالة الدولية محورًا رئيسيًا لملاحقة المسؤولين.
المصدر: صحيفة التغيير