أمد/ في الحادي عشر من تشرين الثاني، يقف الفلسطينيون ومعهم أحرار العالم إجلالًا ووفاءً لذكرى رحيل القائد الرمز ياسر عرفات أبو عمار، الذي غاب جسدًا في مثل هذا اليوم من عام 2004، لكنه بقي حاضرًا في كل نبضةٍ من نبض فلسطين، وفي كل زقاقٍ من أزقة الوطن، وفي كل قلبٍ يؤمن أن الحرية حقّ لا يُمنح بل يُنتزع.

لقد كان أبو عمار أكثر من قائد؛ كان حكاية شعبٍ وملحمة نضالٍ امتدت عقودًا من الكفاح والثبات. حمل راية الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها، وجعل من الكوفية رمزًا للعزة والصمود، ومن اسمه عنوانًا لوطنٍ لا يموت. آمن بأن البندقية التي تحمي الحلم لا تتناقض مع غصن الزيتون الذي يرمز للسلام العادل، فكان صوته في المحافل الدولية صدىً لكرامة الأمة، ووجهه صورة فلسطين أمام العالم.

رحل القائد، لكن إرثه باقٍ في وجدان الأجيال. ما زالت كلماته ترشدنا: “يريدونني أسيرًا أو طريدًا أو قتيلًا، وأنا أقول لهم: شهيدًا، شهيدًا، شهيدًا.” فكان كما أراد، شهيدًا في سبيل وطنٍ لم يساوم على ترابه يومًا.

في ذكرى رحيله، نجدد العهد والوفاء، ونستحضر وصيته الخالدة بأن تبقى فلسطين أولًا، والقدس درّة التاج، وأن تستمر المسيرة التي بدأها نحو الحرية والاستقلال. سيظل ياسر عرفات رمزًا خالدًا في الذاكرة الوطنية، ورايةً ترفرف في سماء الكفاح حتى تتحقق الأماني التي عاش واستشهد لأجلها.

المجد والخلود للشهداء، والحرية لفلسطين.

شاركها.