قال سفير البرازيل لدى الكويت رودريغو داراجو غابيش، إن عام 2025 يشكل محطة تاريخية مهمة في مسار العلاقات الدبلوماسية بين بلاده ودولة الكويت، إذ تحتفل البرازيل والكويت بالذكرى الخمسين لافتتاح السفارتين في برازيليا والكويت، إضافة إلى مرور 68 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وقال غابيش، في تصريح ل«»، إن العلاقات الرسمية بين البلدين بدأت عام 1968، غير أن عام 1975 مثل نقطة تحول أساسية، إذ قدم في 9 نوفمبر من ذلك العام السفير البرازيلي باولو هنريكه دي باراناغوا أوراق اعتماده إلى سمو الأمير الراحل الشيخ صباح السالم كسفير مقيم للبرازيل في الكويت، وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من تقديم السفير الكويتي طالب النقيب أوراق اعتماده في 3 يوليو 1975 إلى الرئيس البرازيلي إرنستو غايزل في برازيليا، كأول سفير كويتي مقيم بالبرازيل.

وأوضح أن تلك الخطوة التاريخية جاءت بعد الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الخارجية حينذاك، سمو الشيخ صباح الأحمد (رحمه الله)، للبرازيل في مارس 1975، بدعوة من الحكومة البرازيلية، والتي كانت نقطة انطلاق مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، وقد التقى الشيخ صباح خلال زيارته وزير الخارجية البرازيلي أنطونيو أزيريدو دا سيلفيرا، كما استقبله الرئيس غايزل، حيث اتفق الجانبان على تعزيز العلاقات الثنائية وفتح سفارتين مقيمتين في العاصمتين.

وأشار إلى أن زيارة الشيخ صباح شهدت توافقاً كبيراً في وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية، لاسيما في مجالات السلم والأمن والتنمية، كما أكد الجانبان في ذلك الوقت دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

وأفاد السفير بأن تلك الزيارة أسفرت أيضاً عن توقيع «اتفاقية التعاون الاقتصادي» بين البلدين، والتي فتحت الباب أمام تطوير التعاون في مجالات التجارة والتمويل والتكنولوجيا، مبيناً أن الاتفاق نص على إقامة اتصالات مباشرة بين مؤسسات القطاعين العام والخاص في كلا البلدين.

غابيش: نتقاسم مع الكويت المبادئ ذاتها في السلم والأمن وعدم التدخل بشؤون الدول

وبين أن العلاقات الثنائية شهدت منذ السبعينيات نمواً متواصلاً في مختلف المجالات، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من نحو 13.5 مليون دولار عام 1969 إلى ما يقارب مليار دولار في عام 2024، أي بزيادة بلغت 74 ضعفاً، مضيفا أن التبادل التجاري الذي بدأ بالنفط والقهوة توسع ليشمل منتجات زراعية وصناعية متنوعة.

 

وذكر أن البرازيل أصبحت اليوم أحد أهم موردي المواد الغذائية للكويت، خصوصاً لحوم الدواجن والذرة ولحم البقر والقهوة، بينما تزود الكويت البرازيل بالنفط ووقود الطائرات والكبريت، وهو عنصر أساسي في الزراعة، واعتبر أن هذا التكامل يعزز الأمن الغذائي الكويتي من جهة، وأمن الطاقة في البرازيل من جهة أخرى.

ولفت غابيش إلى أن قيادتي البلدين، ممثلة في سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد والرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، تعملان على تعزيز آفاق التعاون الثنائي من خلال مبادرات متعددة قيد التنفيذ، مضيفا أن عام 2024 كان الأفضل في حجم الصادرات البرازيلية إلى الكويت منذ عام 2008، والأفضل للكويت منذ عام 2014، مما يعكس الاتجاه الإيجابي للتجارة بين الجانبين.

وأوضح أن وفدين تجاريين برازيليين من القطاعين العام والخاص زارا الكويت هذا العام، بهدف توسيع مجالات التعاون الاقتصادي، مشيراً إلى أن هناك بعثات جديدة قيد التحضير في كلا الاتجاهين لتعزيز التنسيق التجاري والاستثماري، وأضاف أن اتفاقية التعاون الاقتصادي التي وقعت عام 1975 كانت الأولى من نوعها بين البلدين، واليوم وصل عدد الاتفاقيات الثنائية الموقعة إلى سبع، في حين يجري التفاوض حول اتفاقيات جديدة في مجالات الاقتصاد والتنمية والشؤون القانونية.

وأفاد بأن العلاقات السياسية بين البلدين تستند إلى مبادئ مشتركة، أبرزها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وهو ما ساهم في تعزيز التعاون والتفاهم بين الدبلوماسيين الكويتيين والبرازيليين في المحافل الدولية، وأوضح أن من أبرز صور هذا التعاون لقاء وزيري خارجية البلدين على هامش «الحوار الاستراتيجي بين البرازيل ومجلس التعاون الخليجي» العام الماضي، والذي شكّل فرصة مهمة لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وختم السفير البرازيلي تصريحه بالقول: «إن العلاقات بين الكويت والبرازيل تستند إلى أسس راسخة من الصداقة والاحترام المتبادل، ومع الجهود المشتركة والتواصل المستمر بين الحكومتين وشعبي البلدين، فإننا نتطلع إلى خمسين عاماً جديدة من التعاون والازدهار المشترك».

المصدر: جريدة الجريدة

شاركها.