أمد/ كتب حسن عصفور/ بعد مرور شهر تقريبا على إعلان شرم الشيخ لتنفيذ خطة ترامب يوم 10 أكتوبر 2025، من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والانتقال نحو مرحلة ترتيبات المرحلة الثانية، ودولة الاحتلال لم تنفذ عمليا غالبية ما ورد نصا، وتذرعت بمسألة “جثث الرهائن”، التي تعاملت معها حماس وفريقها الفصائلي بـ “سذاجة نادرة”، رغم تقليص قوتها النارية لقتل ما يمكن قتله وتدمير بقايا مدمرة من واقع القطاع.
كان ملفتا أن دولة الاحتلال سارعت إلى تعديل “ترتيبات الاتفاق” التي جاءت واضحة في الانتقال من خطوة لأخرى، مع تجاهل أحد البنود المرتبطة بالتبادل، فتح معبر رفح لسفر المواطنين خروجا وعودة دون معايير معلنة، سوى ما يمكن أن يكون مرتبطا بآلية الإشراف المفترضة، وفق اتفاق 2005، إدارة فلسطينية ووجود أوروبي، وعين أمنية لدولة الاحتلال، لكنها تجاهلت ذلك كليا، ولم يتم مساءلتها عما انتهكت.
تراجع حكومة نتنياهو عن تنفيذ ما عليها من فتح معبر رفح، ترافق مع تعديل جوهري في مضمون اتفاق شرم الشيخ، ووضعت شرطية نزع سلاح حماس وتجريد قطاع غزة من السلاح شرطا مسبقا، وهو لم يكن بل جاء ضمن سياق تبادلية المرحلة الثانية، لكسر السياق المتفق عليه.
وفجأة، وخروجا كليا على نص “إعلان السلام” في شرم الشيخ وخطة ترامب التنفيذية، خرج وزير جيش دولة الاحتلال كاتس ليعلن يوم الجمعة 7 نوفمبر، بأنه أمر بتدمير أنفاق قطاع غزة كافة، كشرط مسبق قبل الانتقال للمرحلة التالية، التي تتطلب تشكيل إدارة مدنية غزية، تتولى شؤون الحياة اليومية.
طلب كاتس “المفاجئ” حول تدمير أنفاق قطاع غزة، والخارج عن الاتفاق، يكشف زيف موقف دولة الاحتلال في التعامل مع إعلان شرم الشيخ، بكل الثغرات الاستراتيجية التي تضمنها، ليس سوى خدعة “تكتيكية” غبية، تكشفها حقيقة أن جيش حكومة نتنياهو كان مسيطرا على 90% من قطاع غزة ودخل غالبية الأنفاق وتجول بها، لكنه لم يتحدث عن تدميرها كافة، وكان يتصرف بانتقائية واضحة في التدمير.
المسألة الجوهرية فيما تحدث عنه كاتس، أنه يحاول خلق واقع جديد لفرض الرؤية الأمنية لدولة الاحتلال على قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة، التي تحدث عنها نتنياهو، بأنها لن تتركها لما يسمى “مجلس السلام”، أو أي جهة أخرى، فهي دون غيرها من يملك الصلاحيات الأمنية المطلقة فوق القطاع، ما يؤكد استمرار الوصاية والاحتلال في آن.
حكومة نتنياهو تحاول أن تكون “شريك عملي” في رسم ملاح قطاع غزة التالي، ليس استيطانا كما يحاول البعض ترويجا بل محاصرة لأي بعد سياسي قد يكون، خاصة التواصل مع السلطة الفلسطينية، باعتباره يجسد وحدة التمثيل الكياني.
وضع حكومة نتنياهو مسألة تدمير الأنفاق كافة في قطاع غزة بعد مسألة نزع سلاح حماس وفصائلها، مقدمة عملية لمطالب متدحرجة ليس لها نهاية، ما يتطلب من الدول الراعية الضامنة للاتفاق التدخل الحقيقي لكسر قاطرة التطاول المتواصل على إعلان شرم الشيخ.
حكومة نتنياهو تختبر يوميا قدرة الدول الراعية لاتفاق شرم الشيخ..ووفقا لما يكون من غياب فعل، أي فعل، تزيد مما تراه ضرورة “أمنية مطلقة” لاحتلال قطاع غزة بأشكال جديدة.
هل يستمر الصمت على ما تقوم به حكومة نتنياهو من إهانة ناطقة لرعاة اتفاق شرم الشيخ، أم تغضب بفعل يمكنه أن يكسر الوقاحة النادرة..تلك هي المسألة التي تنتظر.
ملاحظة: كانت ذكرى ثورة أكتوبر البلشفية التي غيرت مسار التاريخ الإنساني..حدثا طاغيا في بلادنا..كان احياء الذكرى كأنه يوم وطني من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر..هالأيام مرت وكأنها لم تكن ..الانحدار الكبير وتغلل الأسلمة السوداء عمل عمايله في ثقافة الناس..صحيح شو أخبار مسميات اليسار..راح زمن “الفوائد” منك يا موسكو!
تنويه خاص: كثرة حكي الريس عباس عن الإصلاحات وأنه نفذها وحيكملها بتحس أنه كلام في كلام..طيب مش أول تخلي التنفيذية تتذكر أنها تنفيذية لمنظمة الناس قربت تنسى شو هي ..يا ريس صلاح الحال مش محتاج كلام..وانت عارف البير وغطاه..
الموقع الخاص
https://hassanasfour.com
منصة “إكس”
https://x.com/hasfour50
