قتل ثلاثة مهاجرين غير شرعيين في ليبيا بينهم سوداني إثر استهداف قاربهم بطائرة مسيرة بحسب ما أفادت و سائل إعلام ليبية.
الخرطوم ــ التغيير
وبحسب وسائل إعلام ليبية أسقطت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس طائرة مسيَّرة أوكرانية الصنع في مدينة زوارة الليبية بعد تنفيذها غارات جوية استهدفت قوارب يُشتبه في استخدامها لتهريب المهاجرين غير النظاميين، وأسفر هذا الاستهداف عن مقتل ثلاثة أشخاص اثنان منهم من السودان والثالث من تونس، وتأتي هذه العملية في سياق تفاهمات أمنية مع إيطاليا لمكافحة تدفق المهاجرين.
و أكد شهود عيان أن الطائرة تعود لحكومة الوحدة الوطنية وقد سُقطت بعد إتمام الضربة الجوية، و بحسب تقارير فأن طرابلس حصلت مؤخرًا على طائرات مسيَّرة وزوارق من أوكرانيا عبر الملحق العسكري الأوكراني في الجزائر العقيد أندري بايوك، وتُستخدم هذه المعدات في عمليات استهداف بحرية تهدف إلى الحد من تدفق المهاجرين نحو السواحل الإيطالية ضمن تفاهمات أمنية بين الدبيبة ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
و تُمثل ليبيا، بسبب موقعها الاستراتيجي على الساحل المتوسطي وافتقارها للاستقرار الأمني والسياسي منذ عام ألفين وأحد عشر، نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الباحثين عن الوصول إلى أوروبا وخاصة إيطاليا، وتُعد السواحل الليبية، مثل زوارة، ممرًا حيويًا لقوارب الهجرة.
و يُشكل هذا الملف أولوية قصوى بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي وإيطاليا على وجه الخصوص التي تُعاني من وصول أعداد كبيرة من المهاجرين إلى جزرها مثل لامبيدوزا، ونتيجة لذلك دعمت إيطاليا والاتحاد الأوروبي أجهزة حرس السواحل الليبية لتعزيز المراقبة والاعتراض في المياه الإقليمية الليبية.
و تُسعى حكومة الوحدة الوطنية، بدعم أوروبي، إلى تقليص تدفق المهاجرين للوفاء بالتزاماتها تجاه الشركاء الأوروبيين، خاصةً ضمن التفاهمات الأمنية التي تُبرمها مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، و تعمل شبكات تهريب البشر في ليبيا بآلية منظمة معقدة، وتُشير التحقيقات إلى تعاون بعض هذه الشبكات مع عناصر داخلية في ليبيا بما في ذلك بعض الجهات الأمنية مما يُعقد جهود مكافحة التهريب.
و يطغى التعامل الأمني على ملف الهجرة في العلاقات الأوروبية الليبية رغم الانتقادات الواسعة التي تُوجَّه إلى هذا النهج الذي لا يتضمن حلولًا طويلة الأمد، وتلجأ طرابلس إلى عمليات الاستهداف البحري الجوية والبحرية المُدعمة بمعدات عسكرية حديثة مثل الطائرات المسيَّرة الأوكرانية في محاولة لوقف القوارب.
و تُشكل هذه العمليات مخاطر كبيرة على المهاجرين الذين غالبًا ما يجدون أنفسهم عالقين بين عمليات الاستهداف العسكري من جهة وبين بطش عصابات التهريب ومهربي البشر من جهة أخرى، وقد أسفرت هذه العمليات عن وقوع ضحايا من المهاجرين أنفسهم كما حدث في زوارة.
المصدر: صحيفة التغيير